تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٨٧
* (دخلتم بهن) * معناه: أدخلتموهن الستر، والباء للتعدية، وما يجري مجرى الجماع من التجريد واللمس بالشهوة فذلك أيضا دخول بها عند أبي حنيفة (1) وهو مذهبنا (2)، * (وحلائل أبنائكم) * أي: وحرم عليكم نكاح أزواج أبنائكم * (الذين من أصلابكم) * دون من تبنيتم، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزوج زينب بنت جحش (3) حين فارقها زيد بن حارثة (4) (5) * (وأن تجمعوا بين الأختين) * في موضع الرفع، أي: وحرم عليكم الجمع بين الأختين في النكاح والوطء بملك اليمين، ويجوز أن يكون الجمع بينهما في الملك * (إلا ما قد سلف) * ولكن ما مضى مغفور بدليل قوله:
* (إن الله كان غفورا رحيما) *.
والمحرمات بالنسب أو السبب على وجه التأبيد يسمين مبهمات، لأنهن يحرمن من جميع الجهات، قال ابن عباس: حرم الله من النساء سبعا بالنسب وسبعا بالسبب، وتلا هذه الآية ثم قال: والسابعة: * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) * الآية (6) (7).

(١) الفتاوي الهندية: ج ١ ص ٣٠٤، المبسوط للسرخسي: ج ٥ ص ١٤٩، اللباب: ج ٢ ص ١٩٧، بدائع الصنائع: ج ٢ ص ٢٩١.
(٢) راجع تفسير التبيان لشيخ الطائفة: ج ٣ ص ١٥٨.
(٣) هي زوج النبي (صلى الله عليه وآله) وأخت عبد الله بن جحش، من أسد بن خزيمة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي (صلى الله عليه وآله)، تكنى أم الحكيم، تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في السنة الثالثة للهجرة، وكانت أول نساء النبي (صلى الله عليه وآله) لحوقا به كما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتوفيت سنة عشرين ودفنت بالبقيع. (أسد الغابة: ج ٥ ص ٤٦٦).
(٤) هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، أبو أسامة، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، شهد المشاهد كلها، وكان من الرماة المذكورين، استشهد يوم مؤتة سنة ثمان من الهجرة وهو ابن خمس وخمسين سنة. (تهذيب التهذيب: ج ٣ ص ٤٠٢).
(٥) انظر تفسير السمرقندي: ج ١ ص ٣٤٤، وتفسير البغوي: ج ١ ص ٤١٢.
(6) الآية: 22.
(7) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 3 ص 662 ح 8950.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»