تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٨٢
* (التوبة) * من تاب الله عليه: إذا قبل توبته، أي: إنما القبول للتوبة واجب على الله لهؤلاء، أوجبه سبحانه في كرمه وفضله * (بجهلة) * في موضع الحال، أي:
* (للذين يعملون السوء) * جاهلين سفهاء، لأن ارتكاب القبيح مما يدعو إليه السفه والشهوة ولا يدعو إليه العقل والحكمة * (ثم يتوبون من قريب) * من زمان قريب، والزمان القريب: ما قبل حضور الموت، قال ابن عباس: قبل أن ينزل به سلطان الموت (1) * (ولا الذين يموتون) * عطف على * (للذين يعملون السيئات) * سوى سبحانه بين مسوف التوبة إلى وقت حضور الموت وبين من يموت كافرا.
* (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) * (19) سورة النساء / 19 كانوا يظلمون نساءهم بأنواع من الظلم فنهوا عن ذلك، كان الرجل إذا مات له قريب عن امرأة ألقى ثوبه عليها وقال: أنا أحق بها من غيري، فقيل: * (لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) * أي: تأخذوهن على سبيل الإرث وهن كارهات لذلك أو مكرهات (2)، فقد قرئ بفتح الكاف وضمها (3)، وقيل: كانوا يمسكونهن حتى يمتن، فقيل: لا يحل لكم أن تمسكوهن حتى ترثوا منهن وهن غير راضيات

(١) تفسير ابن عباس: ص ٦٧.
(٢) وهو قول ابن عباس كما حكاه السمرقندي في تفسيره: ج ١ ص ٣٤١.
(٣) قرأه حمزة والكسائي. راجع التبيان: ج ٣ ص ١٤٨، وتفسير البغوي: ج ١ ص ٤٠٨، وتفسير السمرقندي: ج ١ ص ٣٤١، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 373، والبحر المحيط لأبي حيان: ج 3 ص 203.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»