تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد) * (176) أعيد ذكر اليهود الذين تقدم ذكرهم * (في بطونهم) * أي: ملء بطونهم، يقال:
أكل فلان في بطنه، وأكل في بعض بطنه * (إلا النار) * لأنه إذا أكل ما يؤدي إلى النار فكأنه أكل النار، ومنه قولهم: أكل فلان الدم إذا أكل الدية التي هي بدل منه * (ولا يكلمهم) * تعريض بحرمانهم حال أهل الجنة في إكرام الله إياهم بكلامه وتزكيتهم بالثناء عليهم، وقيل: نفي الكلام عبارة عن غضبه عليهم (1) * (فما أصبرهم على النار) * تعجب من حالهم في جرأتهم على النار والتباسهم بموجبات النار، وقيل: معناه أي شئ صبرهم على النار (2)، يقال: " أصبره " و " صبره " بمعنى * (ذلك) * العذاب * (ب‍) * سبب * (أن الله) * تعالى * (نزل الكتاب) * أي: نزل ما نزل من الكتاب * (بالحق) *، * (وإن الذين اختلفوا في) * كتب الله فقالوا في بعضها: حق، وفي بعضها: باطل، وهم أهل الكتاب * (لفي شقاق) * أي: في خلاف * (بعيد) * عن الحق، و * (الكتاب) * للجنس، أو يكون المعنى: كفرهم ذلك بسبب أن الله نزل القرآن بالحق وإن الذين اختلفوا فيه فقالوا: سحر أو شعر أو أساطير (3) * (لفي شقاق بعيد) * عن الاجتماع على الصواب.
سورة البقرة / 177 * (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمسكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك

(١) نسبه الشيخ في التبيان: ج ٢ ص ٨٩ إلى الحسن وواصل وأبي علي.
(٢) وهو قول الفراء في معاني القرآن: ج ١ ص ١٠٣، وعنه في التبيان: ج ٢ ص ٩١.
(3) في نسخة زيادة: الأولين.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»