تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٧١
من كل دابة) * عطف على * (أنزل) * أي: وما أنزل في الأرض من ماء وبث فيها من كل دابة، ويجوز أن يكون عطفا على * (فأحيا) * أي: فأحيا بالمطر الأرض وبث فيها من كل دابة، لأنهم ينمون ويعيشون بالحيا (1) والخصب * (وتصريف الريح) * في مهابها قبولا ودبورا وشمالا وجنوبا، وفي أحوالها باردة وحارة ولينة وعاصفة * (والسحاب المسخر) * للرياح تقلبه في سكائك الجو * (بين السماء والأرض) * بمشية الله تمطر حيث شاء * (لآيات لقوم يعقلون) * أي: ينظرون بعيون عقولهم ويعتبرون بها، لأنها دلائل على عظيم القدرة وعجيب الحكمة.
* (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) * (165) * (ومن الناس) * " من " للتبعيض، أي: وبعض الناس * (من يتخذ من دون الله أندادا) * أمثالا من الأصنام التي يعبدونها، وقيل: من الرؤساء بدلالة قوله: * (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) * (2)، وقال الباقر (عليه السلام): " هم أئمة الظلمة وأشياعهم " (3)، * (يحبونهم) * يعظمونهم ويخضعون لهم ويحبون عبادتهم والانقياد لهم * (كحب الله) * أي: كما يحب الله، على أنه مصدر من الفعل المبني للمفعول، واستغني عن ذكر من يحبه لأنه معلوم، وقيل: كحبهم الله، أي: يسوون بينه وبينهم في محبتهم (4) * (والذين آمنوا أشد حبا لله) * لأنهم لا يعدلون عنه إلى غيره

(١) الحيا: المطر. (القاموس المحيط: مادة حيا).
(٢) قاله السدي. راجع التبيان: ج ٢ ص ٦٢.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ٧٢ ح ١٤٢، وعنه البرهان: ج ١ ص ١٧٢ ح ٣، واثبات الهداة:
ج ١ ص ٢٦٢.
(٤) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 1 ص 237، وعنه البغوي في تفسيره: ج 1 ص 136.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»