الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٥٤٤
بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا. ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا. ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما
____________________
والضم، الأهلون جمع أهل، ويقال أهلات على تقدير تاء التأنيث كأرض وأرضات، وقد جاء أهلة وأما أهال فاسم جمع كليال. وقرئ إلى أهلهم وزين على البناء للفاعل وهو الشيطان أو الله عز وجل وكلاهما جاء في القرآن - وزين لهم الشيطان أعمالهم - و- زينا لهم - والبور من بار كالهلك من هلك بناء ومعنى، ولذلك وصف به الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، ويجوز أن يكون جمع بائر كعائذ وعوذ، والمعنى: وكنتم قوما فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم لا خير فيكم، أو هالكين عند الله مستوجبين لسخطه وعقابه (للكافرين) مقام مقام لهم للإيذان بأن من لم يجمع بين الإيمانين الإيمان بالله وبرسوله فهو كافر. ونكر (سعيرا) لأنها نار مخصوصة كما نكر - نارا تلظى - (ولله ملك السماوات والأرض) يدبره تدبير قادر حكيم. فيغفر ويعذب بمشيئته ومشيئته تابعة لحكمته وحكمته المغفرة للتائب وتعذيب المصر (وكان الله غفورا رحيما) رحمته سابقة لغضبه حيث يكفر السيئات باجتناب الكبائر
(٥٤٤)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»