التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٦٤
عملها لا يؤاخذ أحد بجرم غيره، لا يظلم ذلك اليوم أحد ولا يبخس حقه (إن الله سريع الحساب) لا يشغله محاسبة واحد عن محاسبة غيره، فحساب جميعهم على حد واحد.
قوله تعالى:
(وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (18) يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (19) والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير) (20) ثلاث آيات في الكوفي وأربع في ما سواه عدوا (كاظمين) رأس آية ولم يعده الكوفيون.
قرأ نافع وهشام عن ابن عامر (والذين تدعون) بالتاء. الباقون بالياء.
من قرأ بالتاء فعلى الخطاب، وتقديره: قل لهم يا محمد. ومن قرأ بالياء جعل الاخبار عن الغائب.
امر الله تعالى نبيه محمدا أن يخوف المكلفين عقاب يوم الآزفة، يخبرهم بما فيه من الثواب والعقاب. والأزقة الدانية من قولهم: ازف الامر إذا دنا. وازف الوقت إذا دنا يأزف أزفا، ومنه (ازفة الآزفة) (1) أي دنت القيامة. والمعنى دنوا للمجازاة، وهو يوم القيامة.
وقوله (إذ القلوب لدى الحناجر) أي في الوقت الذي تنتزع فيه القلوب من أمكنتها، وهي الصدور، فكظمت به الحناجر، فلم تستطيع ان تلفظها

(1) سورة 53 النجم آية 57
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست