التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٩٥
ثم قال (هو الذي) يعني الله الذي اخبر عنه بأنه يتم نوره (أرسل رسوله) يعني محمد صلى الله عليه وآله (بالهدى ودين الحق) من التوحيد وإخلاص العبادة لله ودين الاسلام وما تعبد فيه الخلق (ليظهره على الدين كله) بالحجج القاهرة والدلائل الباهرة (ولو كره المشركون) ذلك. وفى الآية دلالة على صحة النبوة، لأنه تعالى قد أظهر دينه على الأديان كلها بالاستعلاء والقهر، كما وعد في حال القلة والضعف.
قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (11) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم (12) وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين (13) يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) (14) خمس آيات.
قرأ ابن عامر (تنجيكم من عذاب اليم) مشددة الجيم. الباقون بالتخفيف وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر (أنصارا الله) منونا. الباقون بالإضافة
(٥٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 » »»
الفهرست