التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٥٥
وقال قوم: ان قوله (ألا انهم هم الكاذبون) اخبار عن حالهم في الدنيا بأنهم كاذبون في الدنيا في قولهم: انا مؤمنون، وهم منافقون، لان الكذب لا يجوز ان يقع منهم في الآخرة على وجه.
ثم قال تعالى " ان الذين يحادون الله ورسوله " أي يخالفونه في حدوده.
وقال مجاهد: معناه يشاقون الله ورسوله بأن يحصلوا في حد آخر عادلين عن حدود الله.
وقوله " أولئك في الأذلين " اخبار منه تعالى ان الذين يحادونه ويحادون رسوله أولئك في الأحقرين المهانين عند الله. وقال الزجاج: معناه في المغلوبين.
وقوله " استحوذ عليهم الشيطان " معناه استولى عليهم، فالاستحواذ الاستيلاء على الشئ بالاقتطاع. واصله من حاذه حوذا مثل جازه يجوزه جوزا " فأنساهم ذكر الله " حتى لا يذكرون الله، ولا يخافونه ثم قال " أولئك " يعنى الذين " استحوذ عليهم الشيطان " جنود الشيطان وحزبه. ثم قال " ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون " لأنهم يخسرون الجنة ويحصل لهم بدلها النار وذلك هو الخسران المبين قوله تعالى:
(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز (21) لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (22).
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»
الفهرست