التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٤٨١
الاحسان (60) فبأي آلاء ربكما تكذبان (61) ومن دونهما جنتان (62) فبأي آلاء ربكما تكذبان (63) مدها متان (64) فبأي آلاء ربكما تكذبان) (65) عشر آيات بلا خلاف.
قرأ الكسائي (لم يطمثهن) بكسر إحداهما وضم الأخرى الباقون بكسرهما وهما لغتان، يقال: طمثت المرأة تطمث وتطمثت إذا حاضت. قال الزجاج وغيره:
في الآية دلالة على أن الجن تنكح. وقال الفراء: لم ينكحهن إنس ولا جان نكاح تدمية أي لم يقتضهن، والطمث الدم. والضهير في قوله (فيهن قاصرات الطرف) عائد على الفرش التي بطائنها من إستبرق، لأنه قد تقدم ذكره، وكان أولى بالعود عليه، ولو لم يتقدم هذا الذكر لجاز أن يرجع إلى الجنان وإلى الجنتين المذكورتين وغيرهما من الجنان لأنه معلوم، لكن المذكور أولى، لان اقتضاءه له أشد، والقاصر المانع من ذهاب الشئ إلى جهة من الجهات، فالحور قاصرات الطرف عن غير أزواجهن إلى أزواجهن. والطرف جفن العين، لأنه طرف لها، فيطبق عليها تارة وينفتح تارة، ومنه الأطراف بالامر لأنه كالطرف الذي يليك بحدوثه لك.
وقوله (لم يطمثهن) قيل في معناه قولان:
أحدهما - قال مجاهد وابن زيد وعكرمة: لم يمسسهن بجماع من قولهم: ما طمث هذا البعير جمل قط أي ما مسه جمل.
الثاني - قال ابن عباس: لم يدمهن بنكاح من قولهم: امرأة طامث أي حائض كأنه قال هن أبكار لم يقتضهن أحد قبلهم. والأصل المس، كأنه ما مسها دم الحيض. وقيل: إنما نفى الجان، لان للمؤمنين منهم لهم أزواجا من الحور،
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»
الفهرست