التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٧٠
نون جعل * (ذكرى) * بدلا من (خالصة) وموضعه جر، ويجوز أن يكون نصبا باضمار (أعني) أو يكون معمول خالصة - في قول أبي عبيدة - ويجوز أن يكون رفعا باضمار هي ذكرى، كما قال * (قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار) * (1) اي هي النار، قال أبو علي: (الدار) يحتمل أن يكون الدنيا ويحتمل أن يكون الآخرة اي باخلاصهم ذكرى في الدنيا، فإذا حملت على دار الآخرة، فعلى تقدير إخلاصهم ذكرى الدار. ويكون ذكرهم لها وجل قلوبهم منها ومن حسابها، كما قال * (وهم من الساعة مشفقون) * (2) فالدار عندهم على هذا مفعول به، وليست كالوجه المتقدم. فأما من أضاف فإنه يكون قد أضاف إلى المفعول، كأنهم باخلاصهم ذكرى الدار والخوف منها أخلصوا ذكرها والخوف منها لله تعالى، ويكون على إضافة المصدر إلى الفاعل وتقديره بأن خلصت لهم ذكرى الدار.
وقرأ أهل الكوفة إلا عاصما * (والليسع) * بلامين. الباقون بلام واحدة من قرأ بلامين ادخل على اللام الألف واللام، ثم ادغم إحداهما في الأخرى كما قال الشاعر:
وجدنا الوليد بن اليزيد مباركا * شديدا بأعباء الخلافة كاهله (3) لأنه قدره تقدير النكرة، وقرأ * (هذا ما يوعدون) * بالياء ابن كثير وأبو عمرو، وفي سورة ق ابن كثير وحده. الباقون بالتاء. من قرأ بالياء فللغيبة، ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب، ومن قرأ (عبدنا) على التوحيد يجوز أن يكون خص به إبراهيم بكونه عبدا له كما خصه بالخلة، ويجوز أن يكون

(1) سورة 23 الحج آية 72 (2) سورة 21 الأنبياء آية 49 (3) مر في 4 / 208 و 7 / 35
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 ... » »»
الفهرست