التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٦٧
الشيطان) * (اني) في موضع نصب لان تقديره، انه نادى بهذا القول، وتقديره بأني مسني فلما حذف الياء نصب (أني) و * (مسني الشيطان) * أي وسوسني وذكرني ما كنت فبه من نعم الله في الأهل والولد والمال، وكيف زال ذلك كله وما حصل فيه من البلية طمعا فيه ليزله بذلك ويجد طريقا إلى اضلاله وتضجره وتبرمه، فوجده صابرا عند ذلك مسلما لامر الله تعالى. وقيل:
انه كان وسوس إلى قومه أن يستقذروه ويخرجوه من بيتهم ولا يتركوا امرأته التي تخدمه أن تدخل عليهم، لان فيه برصا وجذاما ربما عدا إليهم وكان أيوب ينادى بذلك ويألم به. والنصب والوصب والتعب نظائر، وفيه لغات اربع على ما حكيناه نصب ونصب مثل حزن وحزن ورشد ورشد ورشد، وعدم وعدم، ثم تسكن الصاد مع فتح النون تخفيفا وتضم النون والصاد اتباعا لما قبله. ونقيض النصب الراحة وأصله ألا نصاب يقال انصبني أي عذبني، وبرح بي، ومنهم من يقول: نصبني قال بشر بن أبي حازم:
تعناك نصب من أميمة منصب وقال النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسية بطئ الكواكب (1) و * (عذاب) * أراد به ما كان يدخل عليه من ألم الوسوسة، فأجاب الله تعالى دعاه وقال * (اركض برجلك) * أي ادفع برجلك الأرض، فالركض الدفع بالرجل على جهة الاسراع، ومنه ركض الفرس لاسراعه ذا دفعه برجله.
يقال: ركضت الدابة وركضتها أنا مثل جبر العظم وجبرته أنا، وحزن وحزنته انا، وفي الكلام حذف وتقديره فركض برجله وظهر عين ماء، فقال الله

(1) مر في 5 / 368 و 6 / 95، 329
(٥٦٧)
مفاتيح البحث: الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست