التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣١٢
فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) * (5) خمس آيات.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو، ونافع وأبو جعفر * (اللاء) * بهمزة ليس بعدها ياء، إلا أن أبا عمرو لين الهمزة. وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة بهمزة بعدها ياء، وقرأ * (تظهرون) * بفتح التاء مشددة الظاء بغير ألف - ابن كثير ونافع وأبو عمرو - وقرأ عاصم إلا الكسائي عنه * (تظاهرون) * بضم التاء خفيفة الظاء والف بعدها. وقرأ ابن عامر بتشديد الظاء والألف وفتح التاء. فمن قرأ * (تظاهرون) * بتشديد الظاء أراد تتظاهرون، فأدغم احدى التاءين في الظاء. ومن قرأ بغير الف مشددا أراد تتظهرون، وادغم احدى التاءين في الظاء، وعاصم جعل الفعل بين اثنين. فقال * (تظاهرون) * بضم التاء وتخفيف الظاء مع الألف. وقرأ أبو عمرو * (بما يعملون خبيرا) * و * (بما يعملون بصيرا) * بالياء فيهما. الباقون بالتاء. وجه قراءة أبي عمرو قوله " ولا تطع الكافرين والمنافقين " بأن الله يعلم ما يفعلونه، فيجازيهم بحسبه، ووجه التاء الخطاب لهم.
هذا خطاب من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله والمراد به جميع الأمة كما قال " يا أيها النبي إذا طلقتم " (1) فخصه بالخطاب، وأراد به جميع المكلفين، يأمرهم الله بتقواه، وتجنب معاصيه، وفعل طاعاته، فنهاهم عن طاعة الكافرين الذين يجحدون نعم الله ويتخذون معه إلها سواه، ومثل ذلك نهاه عن طاعة المنافقين ومتابعتهم لما يريدونه.
وسبب نزول الآية أن أبا سفيان وجماعة من الكفار قدموا على النبي صلى الله عليه وآله

(1) سورة 65 الطلاق آية 1
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست