التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٩٤
التاء، واستاع يستيع بحذف الطاء، استثقلوا اجتماعهما من مخرج واحد. فأما اسطاع يسطيع، فهي من أطاع يطيع، جعلوا السين عوضا من ذهاب حركة العين.
ثم " قال " ذو القرنين " هذا " الذي يسهل فعله من الردم بين الجبلين نعمة " من ربي " عليكم " فإذا جاء وعد ربي " لاهلاكه عند اشراط الساعة " جعله دكاء " أي مدكوكا مستويا بالأرض، من قولهم: ناقة دكاء، لا سنام لها، بل هي مستوية السنام. ومن قرأ " دكا " منونا أراد دكه دكا، وهو مصدر. ومن قرأ بالمد أراد جعل الجبل أرضا دكاء منبسطة وجمعها دكاءات. وقال ابن مسعود: في حديث مرفوع إن ذلك يكون بعد قتل عيسى الدجال. وقيل إن هذا السد وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط. وقيل: إنه وراء در بند، وبحر خزران من ناحية (أرمينية وآذربيجان) يمضي إليه. وقيل: ان مقدار ارتفاع السد مئتي ذرع وإنه من حديد يشبه الصمت وعرض الحائط نحو من خمسين ذراعا.
وقوله " وكان وعد ربي حقا " معناه ما وعد الله بأنه يفعله، لابد من كونه، فإنه حق لا يجوز ان يخلف وعده وروي ان رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اني رأيت سد يأجوج ومأجوج، فقال صلى الله عليه وآله فكيف رأيته قال رأيته كأنه رداء محبر، فقال له رسول لله صلى الله عليه وآله قد رأيته.
قوله تعالى:
(وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا (100) وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا (101) الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست