التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٥١٣
كأن بنحره وبمنكبيه * عبيرا بات يعبؤه عروس (1) أي تهيئه، وعبأت الجيش - بالتشديد، والتخفيف - إذا هيأته. والعب ء الثقل. وما أعبأ به أي لا أهئ به امرا. وقال قوم: مالا يعبأ به، فوجوده وعدمه سواء.
وقوله " لولا دعاؤكم " قال مجاهد: معناه لولا دعاؤه إياكم إلى طاعته، لم يكن في فعلكم ما تطالبون به، وهو مصدر أضيف إلى المفعول، كقولهم: أعجبني بناء هذه الدار، وخياطة هذا الثوب. وقال الزجاج: معناه لولا توحيدكم وايمانكم، وقال البلخي: معناه لولا كفركم وشرككم ما يعبأ بعذابكم، وحذف العذاب وأقام المضاف إليه مقامه.
ثم قال " فقد كذبتم " يا معاشر الكفار بآيات الله، وجحدتم رسوله " فسوف يكون لزاما " عليكم، ويكون تأويله، فسوف يكون تكذيبكم (لزاما) فلا تعطون الثواب عليه، وتكون العقوبة لزاما تلزمكم على ذلك. وقال مجاهد: معناه القتل يوم بدر ويكون الخطاب متوجها إلى الذين قتلوا يوم بدر. وقيل (اللزام) عذاب الآخرة، وقال أبو ذؤيب - في اللزام:
ففاجأه بعادية لزاما * كما يتفجر الحوض اللقيف (2) لزام: كثيرة يلزم بعضها بعضا، ولقيف متساقط متهدم، وقال صخر الغي - في اللزام:

(1) تفسير الطبري 19 / 32 والقرطبي 13 / 84 واللسان (عبأ) (22) اللسان (لزم).
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 » »»
الفهرست