التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٥١١
والانف، والفم، والبشرة. ومن لا يشهد الزور، فهو الذي لا يشهد به ولا يحضره لأنه لو شهده لكان قد حضره، فهو أعم في الفائدة من أن لا يشهد به. و (الزور) تمويه الباطل بما يوهم أنه حق. وقال مجاهد: الزور - ههنا - الكذب. وقال الضحاك:
هو الشرك. وقال ابن سيرين: هو أعياد أهل الذمة كالشعانين وغيرها. وقيل:
هو الغناء، ذكره مجاهد. وأهل البيت (ع).
وقوله " وإذا مروا باللغو مروا كراما " معناه: مروا من جملة الكرماء الذين لا يرضون باللغو، لأنهم يجلون عن الاختلاط بأهله، والدخول فيه، فهذه صفة الكرام، وقيل: مرورهم كراما كمرورهم بمن يسبهم فيصفحون عنه، وكمرورهم بمن يستعين بهم على حق فيعينونه. وقيل: هم الذين إذا أرادوا ذكر الفرج كنوا عنه.
ذكره محمد بن علي (ع) ومجاهد. واللغو الفعل الذي لا فائدة فيه. وليس معناه أنه قبيح، لان فعل الساهي لغو، وهو ليس بحسن ولا قبيح - عند قوم - ولهذا يقال:
الكلمة التي لا تفيد لغو.
وقوله " والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " معناه انهم إذا ذكروا بأدلة الله تعالى التي نصبها لهم نظروا فيها، وفكروا في مقتضاها، ولم يكونوا كالمشركين في ترك التدبر لها حتى كأنهم صم وعميان عنها، ذكره الحسن، وقيل معناه يخرون سجدا وبكيا سامعين لله مطيعين. قال الشاعر:
بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم * ولم تكثروا القتلى بها حين سلت (1) أي بأيدي رجال شاموا سيوفهم، وقد كثرت القتلى، ومعنى شاموا أغمدوا ذكره الزجاج.

(1) اللسان (شيم) نسبه إلى الفرزدق، ولم أجده في ديوانه (طبع - دار صادر - دار بيروت)
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 » »»
الفهرست