التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٥٠٨
هو قوام الامر وملاكه، ويقال: هي حسنة القوام في اعتدالها، قال الحطيئة:
طافت امامة بالركبان آونة * يا حسنها من قوام زان منتقبا (1) ثم زاد في وصفهم بأن قال " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر " يوجهون عبادتهم إليه " ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق " والنفس المحرمة هي نفس المسلم والمعاهد والمستثنى نفس الحربي، ومن يجب عليه القتل على وجه القود، والارتداد، والزنا مع الاحصان (ولا يزنون) فالزنا هو الفجور بالمرأة في الفرج.
ثم قال (ومن يفعل ذلك يلق أثاما) قال قوم: يلقى جزاء الآثام. وقال آخرون: الآثام العقاب، قال بلعا بن قيس الكناني.
جزى الله ابن عروة حيث أمسى * عقوقا والعقوق له أثام (2) أي عقاب، وقال ابن عمر، وقتادة: هو اسم واد في جهنم، وهو قول مجاهد وعكرمة. وقال أهل الوعيد: ان قوله (ومن يفعل ذلك) راجع إلى كل واحد من المعاصي المذكورة. وقال أهل الارجاء إنما يرجع إلى جميعه، ويجوز - أن يكون راجعا - إلى الكفر وحده، لان الفسوق لا يستحق به العقاب الدائم والا لأدى إلى اجتماع الاستحقاقين على وجه الدوام. وذلك خلاف الاجماع، لان الاحباط عندهم باطل، والكلام على ذلك استوفيناه في كتاب الأصول.
ثم زاد في الوعيد، فقال (ومن يفعل ذلك يلق) جزاء آثامه ويضاعف له العذاب في كثرة الاجزاء لا انه يضاعف استحقاقه، لان الله تعالى لا يعاقب بأكثر من المستحق، لان ذلك ظلم يتعالى الله عن ذلك. وقيل يضاعف عذابه على عذاب الدنيا، وبين تعالى أنه (يخلد) مع ذلك في النار (مهانا) مستخفا به.

(١) تفسير الطبري ١٩ / ٢٣ (٢) تفسير القرطبي ١٣ / 76 والطبري 19 / 24
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»
الفهرست