التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٤٠
وقوله " يحلون فيها من أساور من ذهب " أي يجعل لهم فيها حليا من زينة من أساور، وهو جمع أسوار على حذف الزيادة، لان مع الزيادة أساوير، في قول قطرب.
وقيل هو جمع أسورة، وأسورة جمع سوار، يقال بكسر السين وضمها - في قول الزجاج - والسوار زينة تلبس في الزند من اليد. وقيل هو من زينة الملوك يسور في اليد ويتوج على الرأس.
" ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق " فالسندس مارق من الديباج واحده سندسة وهي الرقيقة من الديباج، على أحسن ما يكون وأفخره، فلذلك شوق الله إليه. والإستبرق الغليظ من الديباج. وقيل هو الحرير قال المرقش:
تراهن يلبسن المشاعر مرة * وإستبرق الديباج طورا لباسها (1) وقوله تعالى " متكئين " نصب على الحال " فيها " يعني في الجنة " على الأرائك " جمع أريكة، وهي السرير قال الشاعر:
خدودا جفت في السير حتى كأنما * يباشرن بالمعزاء مس الأرائك (2) وقال الأعشى:
بين الرواق وجانب من سيرها * منها وبين أريكة الأنضاد (3) أي السرير في الحجلة. وقال الزجاج: الأرائك الفرش في الحجال. ثم قال تعالى إن ذلك " نعم الثواب " والجزاء على الطاعات " وحسنت مرتفقا " يعني

(١) تفسير القرطبي ١٠ / ٣٩٧ وتفسير الطبري ١٥ / ١٤٨ وهو في مجمع البيان ٣ / ٤٦٦ (٢) قائله دون الرمة ديوانه ٤٤٢ ومجاز القرآن ١ / ٤٠١ وتفسير الطبري ١٥ / ١٤٨ (٣) ديوان الأعشيين (طبع بيانة) ٣٤٤ وتفسير الطبري ١٥ / ١٤٨ ومجاز القرآن 1 / 401.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست