التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٣٩٠
ونسحر بالطعام وبالشراب (1) أي نخدع، وقيل معناه أنى تصرفون، يقال: ما سحرك عن هذا الامر أي ما صرفك عنه. ثم أخبر تعالى إنه أتى هؤلاء الكفار بالحق الواضح: من توحيد الله وصفاته وخلع الأنداد دونه وأنه يبعث الخلق بعد موتهم، ويجازيهم على طاعاتهم بالثواب، وعلى معاصيهم بالعقاب، وان الكفار كاذبون فيما يخبرون بخلافه. قال المبرد: معنى (أنى) كيف، ومن أين.
قوله تعالى:
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون (92) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون (93) قل رب إما تريني ما يوعدون (94) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين (95) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون (96) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ (عالم الغيب) بالجر ابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر وحفص عن عاصم. الباقون بالرفع. من جر رده على قوله (سبحان الله.... عالم الغيب) فجعله صفة لله.
ومن رفعه، فعلى تقدير هو (عالم الغيب).
يقول الله تعالى مخبرا أنه لم يتخذ ولدا اي لم يجعل ولد غيره ولد نفسه، لاستحالة ذلك عليه، لأنه محال أن يكون له ولد، فلا يجوز التشبيه بما هو مستحيل ممتنع

(1) مر تخريجه في 1 / 372 و 5 / 268 و 6 / 485
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست