التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٨
طريقة وأوفرهم عقلا. وقيل: أكثرهم سدادا، يعني عنه نفسه (إن لبثتم إلا يوما) قال أبو علي الجبائي: معناه (إن لبثتم إلا يوما) بعد انقطاع عذاب القبر عنهم، وذلك أن الله يعذبهم ثم يعيدهم.
ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وآله (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا) قيل:
انه يجعلها بمنزلة الرمل، ثم يرسل عليها الرياح فتذريها كتذرية الطعام عن القشور والتراب. وقيل: ان الجبال تصير كالهباء (فيذرها قاعا صفصفا) قال ابن عباس:
الصفصف الموضع المستوي الذي لانبات فيه، وهو قول مجاهد وابن زيد. وقيل هو المكان المستوي كأنه على صف واحد في استوائه، والقاع قيل: هو الأرض الملساء.
وقيل مستنقع الماء وجمعه اقواع قال الشاعر:
كان أيدهن بالقاع القرق * أيدي جوار يتعاطين الورق (1) وقال الكلبي: الصفصف ما لا تراب فيه. (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) يعني واديا ولا رابية - في قول ابن عباس - وقيل (عوجا) معناه صدعا (ولا أمتا) يعني اكمة.
وقيل: معنى (عوجا) ميلا و (أمتا) اثرا. وقال أبو عبيدة: (صفصفا) اي مستويا املسا. و (العوج) مصدر ما أعوج من المجاري، والمسايل والأودية والارتفاع يمينا وشمالا و " لا أمتا " اي لا ربا ولا وهاد، أي لا ارتفاع فيه ولا هبوط، يقال: مد حبله حتى ما ترك فيه امتا، وملا سقاه حتى ما ترك فيه أمتا أي انثناء، قال الشاعر:
ما في انحداب سيره من أمت (2)

(1) امالي الشريف المرتضى 1 / 561 واللسان (قرق) (2) تفسير الطبري 16 / 141 والشوكاني 3 / 372
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست