التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٨٥
ويقلن شيب قد علاك * وقد كبرت فقلت انه (1) ووجه قراءة حفص انه جعل (إن) بمعنى (ما) وتقديره: ما هذان ساحران.
وروي ان ابن مسعود قرأ (ان هذان ساحران) بغير لام. وقرأ أبي (إن هذان إلا ساحران). ومن جعل (ان) بمعنى (نعم) جعل حجته في دخول اللام في الخبر قول الشاعر:
خالي لانت ومن جرير خاله * ينل العلا وتكرم الأخوال (2) وقال آخر:
أم الحليس لعجوز شهربة * ترضى من اللحم بعظم الرقبة (3) هذه الآية حكاية عن قول فرعون أنه قال لهم " إن هذين " يعني موسى وهارون " لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى " قال مجاهد: معناه يذهبا بطريقة أولى العقل والاشراف والأنساب. وقال أبو صالح:
ويذهبا بسراة الناس. وقال قتادة: ويذهبا ببني إسرائيل، وكانوا عددا يسيرا. وقال ابن زيد: معناه ويذهبا بالطريقة التي أنتم عليها في السيرة (وقيل: المعنى يذهبان بأهل طريقتكم المثلى. والأمثل الأشبه بالحق الثابت، والصواب الظاهر. وهو الأولى به) (4).
وقال لهم فرعون أيضا " فاجمعوا كيدكم " فمن قطع الهمزة أراد فاعزموا على أمركم وكيدكم وسحركم. وقيل: جمع وأجمع لغتان في العزم على الشئ يقال: جمعت

(١) تفسير القرطبي ١١ / ٢١٨ ومجمع البيان ٤ / ١٥ (٢) تفسير الشوكاني ٣ / ٤٣٣ وتفسير القرطبي ١١ / ٢١٩ (٣) تفسير القرطبي ١١ / 219 (4) ما بين القوسين كان في المطبوعة متأخرا عن موضعه مع أخطاء كثيرة فيه.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست