القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٨
وبعد هذا فاسمع ما قيل في الحكم ببطلانه ووضعه: روى الخطيب عن أبي حامد بن الشرقي: أنه سئل عن حديث أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن معمر في فضائل علي؟. فقال: هذا حديث باطل، والسبب فيه: أن معمرا كان له ابن أخ رافضي، وكان معمر يمكنه من كتبه، فأدخل عليه هذا الحديث، وكان معمر رجلا مهيبا لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق من كتاب ابن أخي معمر ا ه‍ قلت: هذا كلام بأصل جدا، وبيان ذلك: أن ابن أخي معمر، شخص وهمي لا وجود له، ولا يعرف أخ لمعمر. وكيف يوجد ابن بدون أب غير عيسى عليه السلام؟
وعلى فرض وجود هذا الابن المزعوم، فلم يكن معمر ليمكنه من كتبه يعبث فيها.
كيف وهو ثقة إمام ولو فرض إدخال شئ في كتبه من الابن المزعوم، فيكون في غير رواية عبد الرزاق ولا بد، لأن روايته عن معمر متقنة. قال أحمد: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين، كان معمر يتعهد كتبه وينظر فيها باليمن، وكان يحدثهم حفظا بالبصرة، فكيف يتعهد كتبه ويحدث بها عبد الرزاق وفيها دخيل لابن أخيه المزعوم، ولم يشعر به؟ هل حدث بها وهو نائم.؟ أو مغلوب على عقله؟ ثم إن معمرا كان ثبتا في الزهري بصفة خاصة، قال ابن معين: أثبت الناس في الزهري مالك ومعمر، وقال ابن معنى أيضا: معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة، وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: معمر أحب إليك في الزهري أو ابن عيينة أو صالح بن كيسان أو يونس؟ فقال في كل ذلك، معمر. وقال الغلابي: ابن معين يقدم مالك بن أنس على أصحاب الزهري ثم معمرا. فهلا كان ابن أخيه المزعوم أدخل عليه الحديث في غير روايته عن الزهري!! ومن هنا يعلم أن الذي اختلق حكاية ابن أخي معمر، ليبطل بها الحديث لم يوفق في حبكها وصياغتها، فكانت تحمل بطلانها في تضاعيفها، ويأبى الله إلا أن يظهر الحق ويخذل الباطل.
ثالثا: اتخذ النواصب وتبعهم كثير من أهل السنة انخداعا بهم، مسألة احتمال الحديث تفضيل علي على الشيخين تكأة يستندون إليها في رد أحاديث كثيرة في فضل علي عليه السلام، كما سبق.
وابن تيمية أكثر الطعن في أحاديث فضل علي عليه السلام، تجد ذلك في منهاجه واضحا، فلا يعتمد عليه فيما يطعن فيه من تلك الأحاديث، لأن فيه انحرافا عن علي عليه السلام، كما نبه عليه الحافظ في ترجمته من الدرر الكامنة. وقال في لسان الميزان: لكن وجدته - يعني ابن تيمية - كثير التحامل إلى الغاية في در الأحاديث التي يوردها بن المطهر وإن كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات، لكنه در في رده
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»