فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
أرجى للإجابة والدعاء عند الرقة يصدر عن القلب حالة رغبة ورهبة فتسرع الإجابة قال تعالى: * (يدعوننا رغبا ورهبا) * [الأنبياء: 90] أي عن قلب راغب راهب خاشع * (وكانوا لنا خاشعين) * [الأنبياء: 90] (فر) وكذا القضاعي (عن أبي) بن كعب وفيه عمر بن أحمد أبو حفص ابن شاهين قال الذهبي قال الدارقطني: يخطئ وهو ثقة وشبابة بن سوار قال: في الكاشف مرجئ صدوق، وقال أبو حاتم لا يحتج به.
1212 - (اغتنموا دعوة المؤمن المبتلى) أي في نفسه أو أهله أو ماله، فإن دعاءه أقرب للقبول وأرجى للإجابة لكسر قلبه وقربه من ربه لأنه تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه، وفي ضمنه حث على التصدق عليه والإحسان إليه فإنه سبب إلى دعائه والكلام في غير المبتلى العاصي ببلائه (أبو الشيخ) في كتاب الثواب (عن أبي الدرداء) وفيه الحسين بن الفرج قال الذهبي قال ابن معين: كذاب، يسرق الحديث وفرات بن سليم ضعيف جدا.
1213 - (اغد) أي اذهب وتوجه والمراد كن (عالما)، معلما للعلم الشرعي واحرص على نشر العلم ونفع الناس به وبقولي: (كن) يعلم أنه ليس المراد حقيقة الذهاب كما وهم (أو متعلما)، للعلم الشرعي ولو بأن ترحل لمن يعلمه وإن بعد محله وجوبا للواجب وندبا للمندوب، فقد رحل الكليم عليه السلام للخضر لمزيد علم لا يجب لأنه كتب * (له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * (أو مستمعا)، له (أو محبا) لواحد من هؤلاء (ولا تكن الخامسة فتهلك) قال عطاء: وقال لي مسعر زدتنا خامسة لم تكن عندنا والخامسة أن تبغض العلم وأهله فتكون من الهالكين، وقال ابن عبد الله البر: هي معاداة العلماء أو بغضهم، ومن لم يحبهم فقد أبغضهم أو قارب وفيه الهلاك. وقال الماوردي: من اعتقد أن العلم شين وأن تركه زين، وإن للجهل إقبالا مجديا وللعلم إدبارا مكديا كان ضلاله مستحكما ورشاده مستبعدا وكان هو الخامس الهالك. ومن هذا حاله فليس له في العدل نفع ولا في الاستصلاح مطعم ومن ثم قيل لبزرجمهر ما لكم لا تعاقبون الجهال قال: إنا لا نكلف العمي أن يبصروا، ولا الصم أن يسمعوا إلى هنا كلامه وقد وقع لنا هذا الحديث عاليا، أخبرنا الشيخ الوالد تاج العارفين عن الشيخ الصالح معاذ عن قاضي القضاة شيخ الإسلام يحيى المناوي عن الحافظ الكبير شيخ الإسلام ولي الدين العراقي عن أبي الفرج عبد الرحمن أحمد القربى عن علي بن إسماعيل بن قريش عن إسماعيل بن غزوان عن فاطمة بنت سعد الخير عن أبي القاسم الطبراني عن محمد بن الحسين الأنماطي عن عبد الله بن جناد الحلبي عن عطاء بن مسلم عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه يرفعه وفيه بيان شرف العلم وفضل أهله والحث على تعلمه وتعليمه (والبزار) في مسنده (طس عن أبي بكرة) بفتح الموحدة وسكون الكاف وبفتحها أيضا نفيع بضم النون وفتح الفاء وظاهر تخصيص الأوسط بالعزو أن الطبراني لم يخرجه، إلا فيه والأمر بخلافه بل خرجه في معاجيمه الثلاثة
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»