شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٤٤
المساعاة زنا الإماء خاصة (1) قضى عمر في أولادهن في الجاهلية أن يسومن على آبائهم بدفع الاباء قيمتهم إلى سادات الإماء ويصير الأولاد أحرارا لاحقي النسب بآبائهم.
* * * وفي حديثه (ليس على عربي ملك ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليهم ولكنا نقومهم الملة خمسا من الإبل) (2).
قال كانت العرب تسبى بعضها بعضا في الجاهلية فيأتي الاسلام والمسبي في يد الانسان كالمملوك له فقضى عمر في مثل هذا أن يرد حرا إلى نسبه وتكون قيمته على نفسه يؤديها إلى الذي سباه لأنه أسلم وهو في يده وقيمته كائنا ما كان خمس من الإبل (3).
قوله (والملة) أي تقوم ملة الانسان وشرعها.
* * * وفى حديثه لما ادعى الأشعث بن قيس رقاب أهل نجران لأنه كان سباهم في الجاهلية واستعبدهم تغلبا فصاروا كمماليكه فلما أسلموا أبوا عليه فخاصموه عند عمر في رقابهم فقالوا:
يا أمير المؤمنين إنما كنا له عبيد مملكه ولم نكن عبيد قن فتغيظ عمر عليه وقال:
(أردت أن تتغفلني!) (4).
يعنى أردت غفلتي.

(١) الفائق: (ساعاها فلان، إذا فجر بها، وهو من السعي، كأن كل واحد منها يسعى لصاحبه).
(٢) النهاية: ٤: ١٩ (٣) في النهاية عن الأزهري: (كان أهل الجاهلية يطئون الإماء ويلدن لهم، فكانوا ينسبون إلي آبائهم، وهم عرب، فرأى عمر أن يردهم على آبائهم، فيعتقون، ويأخذ من آبائهم لمواليهم عن كل واحد خمسا من الإبل).
(4) الفائق 2: 380، وقال: (وروى أن تعنتني)، والتعنت طلب العنت.
(١٤٤)
مفاتيح البحث: الجهل (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281