شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١١٨
وقال: ثلاث خصال من لم تكن فيه لم ينفعه الايمان: حلم يرد به جهل الجاهل، وورع يحجزه عن المحارم، وخلق يدارى به الناس.
* * * [اخبار عمر مع عمرو بن معديكرب] وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب " مقاتل الفرسان " أن سعد بن أبي وقاص أوفد عمرو بن معديكرب بعد فتح القادسية إلى عمر، فسأله عمر عن سعد: كيف تركته، وكيف رضا الناس عنه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هو لهم كالأب يجمع لهم جمع الذرة، اعرابي في نمرته (1)، أسد في تامورته (2) نبطي في جبايته، يقسم بالسوية، ويعدل في القضية، وينفر في السرية.
وكان سعد كتب يثنى على عمرو، فقال عمر: لكأنما تعاوضتما الثناء! كتب يثنى عليك وقدمت تثنى عليه! فقال: لم أثن الا بما رأيت، قال دع عنك سعدا، وأخبرني عن مذحج قومك.
قال، في كل فضل وخير، قال: ما قولك في علة بن خالد؟ قال: أولئك فوارس أعراضنا، أحثنا طلبا، وأقلنا هربا، قال: فسعد العشيرة؟ قال: أعظمنا خميسا (3) وأكبرنا رئيسا، وأشدنا شريسا (4). قال: فالحارث بن كعب؟ قال: حكمة لا ترام قال: فمراد؟ قال: الأتقياء البررة والمساعير الفجرة، ألزمنا قرارا، وأبعدنا آثارا.

(1) النمرة: بردة من صوف يلبسها الاعراب.
(2) قال في اللسان: (وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن معديكرب عن سعد فقال: أسد في تامورته، أي في عرينه، وهو بيت الأسد الذي يكون فيه،. وفي في الأصل الصومعة. فاستعارها للأسد).
(3) الخميس: الجيش.
(4) شريسا، أي شراسة.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281