شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٩٩
فهذا ما لا يختلف فيه اثنان. وأما رضاكم اليوم بالشام، فقد رضيتم بها أمس فلم نقبل.
وأما قولك: " ليس بالشام أحد إلا وهو أجد من معاوية وليس بالعراق رجل مثل جد على: فهكذا ينبغي أن يكون، مضى بعلي يقينه، وقصر بمعاوية شكة، وقصد أهل الحق خير من جهد أهل الباطل. وأما قولك: نحن أطوع لمعاوية منكم لعلى فوالله ما نسأله أن سكت، ولا نرد عليه إن قال. وأما قتل العرب، فإن الله كتب القتل والقتال، فمن قتله الحق فإلى الله.
فغضب عتبة، وفحش على جعدة فلم يجبه.
وأعرض عنه. فلما انصرف عنه. جمع خيله فلم يستبق [منها] (1) شيئا، وجل أصحابه السكون والأزد والصدف وتهيأ جعدة بما استطاع، والتقوا، فصبر القوم جميعا، وباشر جعدة يومئذ القتال بنفسه، وجزع عتبة، فأسلم خيله وأسرع هاربا إلى معاوية، فقال له: فضحك جعدة وهزمتك لا تغسل رأسك منها أبدا. فقال: والله لقد أعذرت، ولكن أبى الله أن يديلنا منهم، فما أصنع! وحظي جعدة بعدها عند علي عليه السلام.
وقال النجاشي فيما كان من فحش عتبة على جعدة:
إن شتم الكريم يا عتب خطب * فاعلمنه من الخطوب عظيم أمه أم هانئ وأبوه * من معد ومن لؤي صميم ذاك منها هبيرة بن أبي وهب أقرت بفضله مخزوم كان في حربكم يعد بألف * حين يلقى بها القروم القروم وابنه جعدة الخليفة منه * هكذا تنبت الفروع الأروم (2)

(1) من صفين.
(2) صفين: " هكذا يخلف الفرع الأروم ".
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303