شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٠٤
استعدوا للمسير إلى قوم حيارى عن الحق لا يبصرونه وموزعين بالجور لا يعدلون به، جفاة عن الكتاب، نكب عن الطريق.
ما أنتم بوثيقة يعلق بها، ولا زوافر عز يعتصم إليها، لبئس حشاش نار الحرب أنتم!
أف لكم! لقد لقيت منكم برحا (١) يوما أناديكم، ويوما أناجيكم، فلا أحرار صدق عند النداء ولا إخوان ثقة عند النجاء * * * الشرح:
دفتا المصحف: جانباه اللذان يكنفانه، وكان الناس يعملونهما قديما من خشب، ويعملونهما الان من جلد، يقول عليه السلام: لا اعتراض على في التحكيم، وقول الخوارج: " حكمت الرجال " دعوى غير صحيحة، وإنما حكمت القرآن، ولكن القرآن لا ينطق بنفسه، ولا بد له ممن يترجم عنه والترجمان بفتح التاء وضم الجيم، هو مفسر اللغة بلسان آخر، ويجوز ضم التاء لضمة الجيم، قال الراجز:
* كالترجمان لقى الانباطا * ثم قال: لما دعينا إلى تحكيم الكتاب، لم نكن القوم الذين قال الله تعالى في حقهم:
﴿وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون﴾ (2)، بل أجبنا إلى ذلك، وعملنا بقول الله تعالى: (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول).
وقال: معنى ذلك أن نحكم بالكتاب والسنة، فإذا عمل الناس بالحق في هذه الواقعة، وأطرحوا الهوى والعصبية كنا أحق بتدبير الأمة وبولاية الخلافة من المنازع لنا عليها.

(١) مخطوطة النهج: " ترحا ".
(٢) سورة النور ٤٨.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303