شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٠٦
صلحاء الصحابة بل خمسون فوجب، أن تصح خلافته، وإذا صحت خلافته نفذت أحكامه، ولم يجب عليه أن يقيد بعثمان، إلا إن حضر أولياؤه عنده، طائعين له مبايعين، ملتزمين لأحكامه، ثم بعد ذلك يطلبون القصاص من أقوام بأعيانهم يدعون، عليهم دم المقتول، فقد ثبت أن الكتاب لو تؤمل حق التأمل لكان الحق مع أهل العراق، ولم يكن لأهل الشام من الشبهة ما يقدح في استنباطهم المذكور.
ثم قال عليه السلام: فأما ضربي للأجل في التحكيم فإنما فعلته لان الأناة والتثبت من الأمور المحمودة أما الجاهل فيعلم فيه ما جهله، وأما العالم فيثبت فيه على ما علمه، فرجوت أن يصلح الله في ذلك الاجل أمر هذه الأمة المفتونة.
ولا تؤخذ بأكظامها: جمع كظم، وهو مخرج النفس، يقول كرهت أن أعجل القوم عن التبين والاهتداء، فيكون إرهاقي لهم، وتركي للتنفيس عن خناقهم، وعدولي عن ضرب الاجل بيني وبينهم، أدعى إلى استفسادهم، وأحرى أن يركبوا غيهم وضلالهم، ولا يقلعوا عن القبيح الصادر عنهم. ثم قال: أفضل الناس من آثر الحق وإن كرثه - أي اشتد عليه، وبلغ منه المشقة.
ويجوز " أكرثه " بالألف - على الباطل وإن انتفع به وأورثه زيادة.
ثم قال: " فأين يتاه بكم؟ " أي أين تذهبون في التيه؟ يعنى في الحيرة. وروي:
" فأني يتاه بكم؟ ".
ومن أين أتيتم؟ أي كيف دخل عليكم الشيطان أو الشبهة، ومن أي المداخل دخل اللبس عليكم!
ثم أمرهم بالاستعداد للمسير إلى حرب أهل الشام، وذكر أنهم موزعون بالجور،
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303