شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٠١
بن علقمة، وأخضر زوج أمهما في جماعة من بنى مازن، وصاحوا بالناس: دعونا وثأرنا، فأحجم الناس، فتقدم المازنيون، فحاربوا الخوارج حتى قتلوهم جميعا، لم يفلت منهم أحد إلا عبيدة بن هلال، فإنه خرق خصا ونفذ فيه، ففي ذلك يقول الفرزدق:
لقد أدرك الأوتار غير ذميمة * إذا ذم طلاب الترات الأخاضر هم جردوا الأسياف يوم ابن أخضر * فنالوا التي ما فوقها نال ثائر أقادوا به أسدا لها في اقتحامها * - إذا برزت نحو الحروب - بصائر ثم هجا كليب بن يربوع، رهط جرير بن الخطفى، لأنه قتل بحضرة مسجدهم ولم ينصروه، فقال في كلمته هذه:
كفعل كليب إذ أخلت بجارها * ونصر اللئيم معتم وهو حاضر وما لكليب حين تذكر أول * وما لكليب حين تذكر آخر قال: وكان مقتل عباد بن أخضر وعبيد الله بن زياد بالكوفة، وخليفته على البصرة عبيد الله بن أبي بكرة، فكتب إليه يأمره ألا يدع أحدا يعرف بهذا الرأي إلا حبسه، فجد في طلب من تغيب عنه، وجعل يتبعهم ويأخذهم، فإذا شفع إليه أحد منهم كفله إلى أن يقدم به على ابن زياد، حتى أتوه بعروة بن أدية فأطلقه، وقال: أنا كفيلك، فلما قدم ابن زياد أخذ من في الحبس، فقتلهم جميعا، وطلب الكفلاء بمن كفلوا به، فكل من جاء بصاحبه أطلقه، وقتل الخارجي، ومن لم يأت بمن كفل به منهم قتله.
ثم قال لابن أبي بكرة: هات عروة بن أدية، قال: لا أقدر عليه، قال: إذا والله أقتلك، فك كفيله، فلم يزل يطلبه حتى دل عليه في سرب (1) العلاء بن سوية المنقري، فكتب بذلك إلى عبيد الله بن زياد، فقرأ عليه كتابه (2) فقال: إنا قد أصبناه في شرب

(1) السرب: الطريق أو المسلك.
(2) الكامل: (الكتاب)
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175