شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
جمع بنى أمية الطغاما (1) * أن نقتل العاصي والهماما * وأن نزيل من رجال هاما * قال: وقال حبيب بن مالك، وهو على شرطه علي عليه السلام، وهو آخذ بعنان دابته: يا أمير المؤمنين، أتخرج بالمسلمين فيصيبوا أجر الجهاد بالقتال، وتخلفني بالكوفة لحشر الرجال! فقال عليه السلام: إنهم لن يصيبوا من الاجر شيئا إلا كنت شريكهم فيه، وأنت هاهنا أعظم غناء عنهم منك لو كنت معهم. فخرج علي عليه السلام، حتى إذا حاذى الكوفة صلى ركعتين (2).
قال: وحدثنا عمرو بن خالد، عن أبي الحسين زيد بن علي عليه السلام، عن آبائه: أن (3) عليا عليه السلام خرج وهو يريد صفين، حتى إذا قطع النهر، أمر مناديه، فنادى بالصلاة، فتقدم فصلى ركعتين، حتى إذا قضى الصلاة، أقبل على الناس بوجهه، فقال: أيها الناس، ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتم الصلاة، فإنا قوم سفر، ألا ومن صحبنا فلا يصومن المفروض. والصلاة المفروضة ركعتان.
قال نصر: ثم خرج حتى نزل دير أبى موسى - وهو من الكوفة على فرسخين - فصلى به العصر، فلما انصرف من الصلاة، قال: سبحان الله ذي الطول والنعم! سبحان الله ذي القدرة والافضال، أسأل الله الرضا بقضائه، والعمل بطاعته، والإنابة إلى أمره، إنه سميع الدعاء (3).
قال نصر: ثم (4) خرج عليه السلام حتى نزل على شاطئ نرس (5) بين موضع حمام أبى بردة وحمام عمر، فصلى بالناس المغرب، فلما انصرف، قال: الحمد لله الذي يولج

(1) الطغام: أوغاد الناس.
(2) كتاب صفين 150: (حتى إذا جاز حد الكوفة).
(3) كتاب صفين 150 (4) كتاب صفين 151.
(5) نرس، بالفتح ثم السكون وآخره سين مهملة: نهر حفره نرسي بن بهرام بنواحي الكوفة، مأخذه من الفرات، وعليه عدة قرى. (مراصد الاطلاع).
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335