شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٧٠
قال: لما نزلنا كربلاء، وقد أخذ حفنة من تربتها فشمها، وقال: (واها لك أيتها التربة!
ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب): وما علمه بالغيب؟ فقالت المرأة له: دعنا منك أيها الرجل، فإن أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل إلا حقا.
قال: فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين عليه السلام، كنت في الخيل التي بعث إليهم، فلما انتهيت إلى الحسين عليه السلام وأصحابه، عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي عليه السلام، والبقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله، فكرهت مسيري، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين عليه السلام فسلمت عليه، وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين: أمعنا أم علينا؟ فقلت:
يا بن رسول الله، لا معك ولا عليك، تركت ولدى وعيالي (1) أخاف عليهم من ابن زياد، فقال الحسين عليه السلام: فول هربا حتى لا ترى مقتلنا (2)، فوالذي نفس حسين (3) بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا (4) إلا دخل النار.
قال: فأقبلت في الأرض أشتد هربا، حتى خفى على مقتلهم.
* * * قال نصر: وحدثنا مصعب، قال: حدثنا الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي جحيفة، قال: جاء (5) عروة البارقي إلى سعد بن وهب، فسأله فقال: حديث حدثتناه (6) عن علي بن أبي طالب، قال: نعم بعثني مخنف بن سليم إلى علي عند توجهه إلى صفين، فأتيته بكربلاء، فوجدته يشير بيده، ويقول: هاهنا، هاهنا! فقال له

(1) صفين: (تركت أهلي وولدي).
(2) صفين: (حتى لا ترى لنا مقتلا).
(3) صفين: (فوالذي نفس محمد).
(4) صفين: (لا يغيثنا) (5) صفين 158.
(6) صفين: (حدثتنيه).
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335