نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٥٥
36 - وقال عليه السلام لسلمان الفارسي - رضي الله عنه -: إن مثل الدنيا مثل الحية:
لين مسها، قاتل، سمها، فأعرض عما يعجبك منها (1) فان المرء العاقل كلما صار فيها إلى سرور أشخصه إلى مكروه، ودع عنك همومها إن أيقنت بفراقها (2).
37 - وقال عليه السلام: الصحة بضاعة، والتوافي إضاعة، والوفاء راحة.
38 - وقال عليه السلام: العفو عن المقر لا عن المصر (3).
39 - وقال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، اجتمع أمير المؤمنين عليه السلام وعمه العباس (رضي الله عنه) ومواليهما في دور الأنصار لإجالة الرأي، فبدرهما (4) أبو سفيان والزبير، وعرضا نفوسهما عليهما، وبذلا من نفوسهما المساعدة والمعاضدة لهما.
فقال العباس: قد سمعنا مقالتكما، فلا لقلة نستعين بكما، ولا لظنة نترك رأيكما لكن لالتماس الحق (5)، فأمهلا نراجع الفكر، فان يكن لنا من الاثم مخرج يصر بنا وبهم الامر صرير الجندب (6) ونمد أكفا إلى المجد لا نقبضها أو نبلغ المدى، وإن تكن الأخرى فلا لقلة في العدد، ولا لوهن في الأيدي، والله لولا أن الاسلام قيد الفتك لتدكدكت جنادل (7) صخر يسمع اصطكاكها من محل الأبيل (8).

١) (أ) عنها، وفى النهج: فيها.
٢) أورده بلفظ آخر في نهج البلاغة: ٤٥٨ ح ٦٨، عنه البحار، ٨ / ٦٣٢ ط. حجري.
وفى الارشاد المفيد: ١٣٧، عنه البحار: ٧٣ / ١٠٥ ح ١٠١، وفى مطالب السؤول.
٥٠، عنه البحار: ٧٨ / ٢٠ ح ٨٠.
٣) أورده في الدرة الباهرة: ٢٠، عنه البحار: ٧٨ / ٨٩ ضمن ح ٩٣.
٤) (أ، ط) فبدأهما وبدر إلى الشئ: أسرع، وبدره: عاجله وسبقه.
٥) (أ، ط) الخلق.
٦) هو ضرب من الجراد، وقيل: هو الذي يصر في الحر. (النهاية: ١ / ٣٠٦).
٧) هو الشديد من كل شئ.
٨) في شرح النهج: المحل الأعلى.
والأبيل: رئيس النصارى، وقيل: هو الراهب الرئيس، وقيل: هو الشيخ، وكانوا يسمون عيسى عليه السلام: أبيل الابلين. (لسان العرب: ١١ / 6).
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»