نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٥٦
قال: فحل أمير المؤمنين عليه السلام حبوته، وجثا على ركبتيه، وكذا كان يفعل إذا تكلم فقال عليه السلام: الحلم زين، والتقوى دين، والحجة محمد صلى الله عليه وآله، والطريق الصراط.
أيها الناس رحمكم الله شقوا متلاطمات أمواج الفتن بحيازيم (1) سفن النجاة وعر جوا عن سبيل المنافرة وحطوا تيجان المفاخرة، أفلج من نهض بجناح، أو استسلم فأراح، ماء آجن (2)، ولقمة يغص بها آكلها، ومجتنى الثمرة في غير وقتها كالزارع في غير أرضه والله (لو أقول لتداخلت أضلاع كتداخل أسنان دوارة الراحي) (3) وان أسكت يقولوا: جزع ابن أبي طالب من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي، والله لعلي آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، لكني اند مجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية (4) في الطوى البعيدة.
ثم نهض عليه السلام فقال أبو سفيان: لشئ ما فارقنا ابن أبي طالب.
قلت: قد عرف أمر الصحيفة، وأمر المنافقين في يوم العقبة (5).
40 - كلام له عليه السلام لكميل بن زياد [النخعي - رضي الله عنه -.
عن الكلبي، عن أبي صالح، عن كميل بن زياد] (6) قال: أخذ بيدي

١) (أ) بجنازبكم، (ط) بمجارى.
والحيازيم: جمع حيزوم، وهو الصدر، وقيل: وسطه. وهذا الكلام كناية عن التشمير للامر، والاستعداد له.
٢) هو الماء المتغير الطعم واللون.
٣) في النهج والمناقب والمطالب: فان أقل يقولوا: حرص على الملك.
4) الأرشية: جمع رشاء وهو الحبل. والطوى البعيدة: البئر العميقة.
5) روى ابن الجوزي في مناقبه (تذكرة خواص الأمة) 137 بإسناده عن ابن عباس قطعة منه، عنه البحار: 28 / 233 ح 20.
وأورد - قطعة منه - في نهج البلاغة: 52 الخطبة 5، عنه البحار: 8 / 97 ط. حجري وفى أعلام الدين: 182 (مخطوط) وفى مطالب السؤول: 59، عنه البحار: 77 / 332 ح 20 وفى شرح النهج: 1 / 73.
6) من (ب).
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»