الاستذكار - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٨٨
الملائكة قال وكيف لا تؤمن الملائكة والأمر فوقهم يرونه قالوا الأنبياء قال وكيف لا يؤمن الأنبياء والأمر ينزل عليهم غدوة وعشية قالوا فنحن قال وكيف لا تؤمنون وأنتم ترون من رسول الله ما ترون ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أعجب الناس إيمانا قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني أولئك إخواني حقا)) وروى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((من أشد أمتي حبا لي ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بما له وأهله)) (1) كذا رواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وأخرجه مسلم وذكر بن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي صالح عن رجل من بني أسد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي يود أحدهم لو يعطي أهله وماله ويراني)) وعن بن عمر قال كنت جالسا عند النبي - عليه السلام - فقال ((أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا قلنا الملائكة قال وحق لهم بل غيرهم قلنا الأنبياء قال حق لهم بل غيرهم قلنا الشهداء قال هم كذلك وحق لهم بل غيرهم ثم قال عليه السلام أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني ويجدون ورقا فيعملون بما فيه فهم أفضل الخلق إيمانا)) وروي هذا من حديث عمر وهو أصح أخبرنا سهيل بن إبراهيم إجازة قال حدثنا محمد بن فطيس حدثنا يزيد بن سنان حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر فذكره بمعناه سواء قال سفيان بن عيينة تفسير هذا الحديث وما كان مثله في كتاب الله وهو قوله * (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) * [آل عمران 101] ومن حديث أبي جمعة وكانت له صحبة قال قلنا يا رسول الله هل أحد خير منا قال قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا بين لوحين يؤمنون بما فيه ويؤمنون بي ولم يروني ويصدقون بما جئت به ويعملون به فهم خير منكم)) فقد أخبر - عليه السلام - أن في آخر أمته من هو خير من بعض من صحبه وهذا الحديث رواه حمزة بن ربيعة عن مرزوق عن نافع عن صالح بن جبير عن أبي جمعة وكلهم ثقات
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»