إكرام الضيف - الحربي - الصفحة ١٦
وقطيعة فيها نصف دانق فخرجت في يوم ذي طين وأجمع رأيي على أن آكل شيئا حلو فلم أر شيئا أرخص من الدبس فأتيت بقالا فدفعت اليه القطيعة فإذا فيها قيراط الا نصف فلس وتذاكرنا حديث السخاء والكرم فقال البقال:
يا أبا إسحاق أنت تكتب الاخبار والحديث حدثنا في السخاء بحديث قلت نعم: حدثني أبو بكر عبد الله بن الزبير حدثنا أبي عن شيخ له قال: خرج عبد الله بن جعفر إلى ضياعه ينظر إليها فإذا في حائط لنسيب له عبد أسود بيده رغيف وهو يأكل لقمة ويطرح لكلب لقمة فلما رأى ذلك استحسنه فقال: يا أسود لمن أنت؟ قال: لمصعب بن الزبير قال: وهذه الضيعة لمن؟
قال: له. قال: لقد رأيت منك عجبا تأكل لقمة وتطرح للكلب لقمة قال: انى لأستحيي من عين تنظر إلي أن أوثر نفسي عليها قال: فرجع إلى المدينة فاشترى الضيعة والعبد ثم رجع وإذا بالعبد فقال: يا أسود انى قد اشتريتك من مصعب. فوثب قائما وقال: جعلني الله عليك ميمون الطلعة قال: وانى اشتريت هذه الضيعة فقال: أكمل الله لك خيرها قال وانى أشهد أنك حر لوجه الله. قال أحسن الله جزاءك قال: وأشهد أن الضيعة منى هداية إليك.
قال: جزاك الله بالحسنى. ثم قال العبد: فأشهد الله وأشهدك أن هذه الضيعة وقف منى على الفقراء. فرجع وهو يقول: العبد أكرم منا.
قال سليمان بن إسحاق الجلاب: سمعت الحربي يقول: الأبواب تبنى على أربع طبقات: طبقة المسند وطبقة الصحابة وطبقة التابعين فيقدم كبارهم كعلقمة والأسود وبعدهم من هو أصغر منهم وبعدهم تابعو التابعين مثل سفيان ومالك والحسن بن صالح وعبيد الله بن الحسن وابن أبي ليلى وابن شبرمة والأوزاعي.
وروى عن إبراهيم الحربي قال: الناس على أربع طبقات: مليح يتملح ومليح يتبغض وبغيض يتملح وبغيض يتبغض فالأول هو المنى والثاني يحتمل وأما بغيض
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»