إكرام الضيف - الحربي - الصفحة ١٤
وقيل: ان المعتضد نفذ إلى إبراهيم الحربي بعشرة آلاف فردها ثم سير له مرة أخرى ألف دينار فردها وروى أبو الفضل عبيد الله الزهري عن أبيه عبد الرحمن عن إبراهيم الجربى قال: ما أنشدت بيتا قط الا قرأت بعده: (قل هو الله أحد) ثلاثا.
قال أبو الحسن الدارقطني: وإبراهيم امام بارع في كل علم صدوق.
أبو ذر الهروي: سمعت أبا طاهر المخلص سمعت أبي: سمعت إبراهيم الحربي وكان وعدنا أن يمل علينا مسألة في الاسم والمسمى وكان يجتمع في مجلسه ثلاثون ألف محبرة وكان إبراهيم مقبلا وكانت له غرفة يصعد فيشرف منها على الناس فيها كوة إلى الشارع فلما اجتمع الناس أشرف عليها فقال لهم: قد كنت وعدتكم أن أملى عليكم في الاسم والمسمى ثم نظرت فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها امام يقتدى به فرأيت الكلام فيه بدعة فقام الناس وانصرفوا فلما كان يوم الجمعة أتاه رجل وكان إبراهيم لا يقعد الا وحده فسأله عن هذه المسألة فقال ألم تحضر مجلسنا بالأمس؟ قال: بلى. فقال: أتعرف العلم كله؟ قال: لا.
قال: فاجعل هذا مما لم تعرف.
وبالاسناد: قال إبراهيم: ما انتفعت من علمي قط الا بنصف حبة وقفت على انسان فدفعت اليه قطعة أشتري حاجة فأصاب فيها دانقا الا نصف حبة فسألني عن مسألة فأجبته ثم قال للغلام: أعط أبا إسحاق بدانق ولا تحطه بنصف حبة.
وسمعته يقول:
أقمت ثلاثين سنة كل ليلة إذا أويت إلى فراشي لو أعطيت رغيفي جارتي لاحتجت اليهما.
ويروى: أن إبراهيم لما صنف " غريب الحديث " وهو كتاب نفيس كامل في معناه قال ثعلب: ما لإبراهيم وغريب الحديث؟ رجل محدث. ثم حضر مجلسه فلما حضر المجلس سجد ثعلب وقال: ما ظنت أن على وجه الأرض
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»