إكرام الضيف - الحربي - الصفحة ١٥
مثل هذا الرجل. قال أبو ذر الهروي: حكى لي بعض أصحابنا ببغداد أن إبراهيم الحربي كان سمع مسائل ابن القاسم علي بن الحارث بن مسكين وحصل سماعه مع رجل ثم مال إلى طريقة الكلام فلم يستعرها منه إبراهيم ورجع فسمعها من الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ابن أبي الغمر عن ابن القاسم.
قلت: نعم يظهر في تصانيف الحربي أنه ينزل في أحاديث ويكثر منها وهذا يدل على أنه لم يزل طلابة للعلم.
وروى المخلص عن أبيه: أن المعتضد بعث إلى إبراهيم الحربي بمال فرده عليه أوحش رد وقال: ردها إلى من أخذتها منه وهو محتاج إلى فلس وكان لا يغسل ثوبه الا في كل أربعة أشهر مرة ولقد زلق مرة في الطين فلقد كنت أرى عليه أثر الطين في ثوبه إلى أن غسله.
قال عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي الحنبلي: أخبرنا أبو الحسن العتكي قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول الجماعة عنده: من تعدون الغريب في زمانكم؟ فقال رجل: الغريب في زماننا: رجل صالح عاش بين قوم صالحين ان أمر بمعروف آزروه وان نهى عن منكر أعانوه. وان احتاج إلى سبب من الدنيا ماتوه ثم ماتوا وتركوه.
قال أحمد بن جعفر بن مروان الدينوري: أتينا إبراهيم الحربي وهو جالس على باب داره فسلمنا وجلسنا فجعل يقبل علينا فلما أكثرنا عليه حدثنا حديثين ثم قال لنا: مثل أصحاب الحديث مثل الصياد الذي يلقى شبكته في الماء فيجتهد فان أخرج سمكة والا أخرج صخرة.
قال أحمد بن جعفر بن سلم: حدثنا شيخ لنا قال: قيل لإبراهيم الحربي:
هل كسبت بالعلم شيئا؟
قال: كسبت به نصف فلس: كانت أمي تجرى على كل يوم رغيفين
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»