سؤالات الآجري لأبي داود - سليمان بن الأشعث - ج ١ - الصفحة ١٣
المبحث الأول:
الإمام أبو داود السجستاني: حياته ومكانته العلمية ولد الإمام أبو داود السجستاني في أوائل القرن الثالث الهجري وعاش إلى السبعينات منه، والقرن الثالث هو العصر الذهبي للعلوم الاسلامية من حيث الجمع والتدوين والترتيب والنقد والتحقيق.
وإن نظرة عاجلة على شيوخ الامام أبى داود وتلامذته لتعطينا نموذجا واضحا لما كان يزخر به هذا العصر من أئمة وعلماء أولي فضل وكمال. فإذا كان أبو داود تتلمذ على أمثال الإمام أحمد ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وأبى بكر وعثمان ابني أبي شيبة والقعنبي وأبي خيثمة زهير بن حرب وسعيد بن منصور وهناد بن السرى وغيرهم.
فإنه قد عاصر الامام البخاري ومسلما والعجلي والجوزجاني وأبا حاتم وأبا زرعة واذهلي وغيرهم.
وتتلمذ عليه أمثال الترمذي والنسائي وأبي عوانة الأسفرائيني وزكريا الساجي وأبي بشر الدولابي ومحمد بن نصر المروزي وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي وأمثالهم.
وهؤلاء كلهم من أساطين علم الحديث رواية ودراية وحفظا ونقدا وتأليفا واستنباطا ولكل واحد منهم تاريخ حافل وخدمات جليلة في هذا الميدان.
وكذلك الحال بالنسبة للعلوم الأخرى فمن البارزين في علوم الفقه في ذلك العصر الربيع والمزني صاحب الشافعي وداود الظاهري وغيرهم وفي الشعر والأدب ابن قتيبة والجاحظ وثعلب والفراء والبحتري وابن المعتز وغيرهم.
وهذا يوضح لنا جليا ما كان يتمتع به ذلك العصر من ازدهار في علوم الحديث
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 13 14 15 16 17 18 ... » »»