103 باب خلق الله مائة رحمة قوله خلق الله أي يوم خلق السماوات والأرض كما في حديث سلمان عند مسلم قال القرطبي يجوز أن يكون معنى خلق اخترع وأوجد ويجوز أن يكون بمعنى قدر وقد ورد خلق بمعنى قدر في لغة العرب فيكون المعنى أن الله أظهر تقديره لذلك يوم أظهر تقديره السماوات والأرض فوضع رحمة واحدة بين خلقه أي من جملة المائة وفي رواية لمسلم إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وعند الله تسعة وتسعون رحمة وفي رواية لمسلم وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة قال الطيبي رحمة الله تعالى لا نهاية لها فلم يرد بما ذكره تحديدا بل تصويرا للتفاوت بين قسط أهل الإيمان منها في الآخرة وقسط كافة المربوبين في الدنيا قوله (وفي الباب عن سلمان وجندب بن عبد الله بن سفيان البجلي) أما حديث سلمان فأخرجه مسلم وأما حديث جندب بن عبد الله فأخرجه أحمد في مسنده قوله (وهذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان قوله من العقوبة بيان لما ما طمع من باب سمع أي ما رجا أحد أي من المؤمنين فضلا عن الكافرين ولا بعد أن يكون أحد على إطلاقه من إفادة العموم إذ تصور ذلك وحده
(٣٦٩)