عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٠
قد ذكر هذه المتابعة في كثير من النسخ بعد حديث أنس الذي يأتي، قيل: كذا وقع في رواية كريمة وهو غلط، والصواب ثبوتها بعد حديث أنس، فحينئذ معنى: تابعه، تابع حميدا عن ثابت سلميان بن المغيرة القيسي البصري، ووصل هذه المتابعة مسلم من طريق أبي النضر عن سليمان بن المغيرة.
7241 حدثنا عياش بن الوليد، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا حميد عن ثابت عن أنس، رضي الله عنه، قال: واصل النبي آخر الشهر وواصل أناس من الناس، فبلغ النبي فقال لو مد بي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم، إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقين انظر الحديث 1961 مطابقته للترجمة في قوله: لو مد بي الشهر أي: لو كمل بي الشهر، وجواب: لو، هو قوله: قوله: لواصلت وعياش بتشديد الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة ابن الوليد الرقام البصري، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي البصري، وحميد ابن أبي حميد الطويل يروي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك، وتارة يروي حميد عن أنس بلا واسطة في الأكثر. والحديث مضى في الصوم.
قوله: أناس بضم الهمزة هو الناس، قال الكرماني ما معناه. قلت: التنوين فيه للتبعيض كما قال الزمخشري في قوله تعالى: * (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من ءاياتنآ إنه هو السميع البصير) * أو للتقليل كما في قوله: * (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذالك هو الفوز العظيم) * قوله: يدع أي: يترك، المتعمقون أي المتكلفون المتشددون. قوله: أظل أي: أصبر حال كوني يطعمني ربي ويسقين قال الكرماني: في هذه الرواية: أظل، فكيف صح الصيام مع الإطعام بالنهار؟ وفي التي بعدها: أبيت، فكيف صح الوصال؟ قلت: الغرض من الإطعام لازمه وهو التقوية.
7242 حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، وقال الليث: حدثني عبد الرحمان بن خالد عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره، أن أبا هريرة قال: نهى رسول الله عن الوصال قالوا: تواصل؟ قال: أيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوما، ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم ا مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو اليمان الحكم بن نافع، وبقية الرجال تقدموا غير مرة.
والحديث مضى في الصوم.
قوله: وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد هو ابن مسافر الفهمي أمير مصر، وهذا التعليق وصله الدارقطني من طريق أبي صالح عن الليث. قوله: كالمنكل لهم بضم الميم وفتح النون وكسر الكاف المشددة أي: كالمعذب لهم.
7243 حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا أشعث، عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت، سألت النبي عن الجدر أمن البيت هو قال: نعم قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاءوا، ويمنعوا من شاءوا، لولا أن قومك حديث عهد بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض ا مطابقته للترجمة في قوله: لولا ووجهها ما ذكرناه عن قريب.
وأبو الأحوص سلام بالتشديد ابن سليم، وأشعث بالشين المعجمة والثاء المثلثة ابن أبي الشعثاء الكوفي، والأسود بن يزيد من الزيادة.
والحديث مضى في الحج ومضى الكلام فيه.
قوله:
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»