عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢٣٤
وكذب بطن أخيك، إسقه عسلا، فسقاه فبرأ.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعياش بفتح العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة ابن الوليد النرسي بالنون والراء الساكنة وبالسين المهملة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو المتوكل هو علي الباجي بالنون والجيم والياء المشددة، وأبو سعيد الخدري سعد بن مالك، والأسناد كلهم بصريون.
والحديث أخرجه البخاري أيضا عن بندار عن غندر. وأخرجه مسلم في الطب عن أبي موسى وبندار به وأخرجه النسائي فيه عن عمرو بن علي وفي الوليمة أيضا عنه به.
قوله: (ثم أتى الثانية) أي: المرة الثانية، أي: فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا. قوله: (ثم أتاه) أي: المرة الثالثة: (فقال: فعلت) أي: سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله) أي: في قوله: * (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) * قوله. (وكذب بطن أخيك) إسناد الكذب إلى البطن مجاز، لأن الكذب يختص بالأقوال فجعل، بطن أخيه حيث لم ينجع فيه العسل كذبا لأن الله تعالى قال: * (فيه شفاء للناس) *. ويقال: العرب تستعمل الكذب بمعنى الخطأ والفساد، فتقول: كذب سمعي، أي: زل ولم يدرك ما سمعه، فكذب بطنه حيث ما صلح للشفاء فزل عن ذلك. قوله: (اسقه عسلا) هذا بعد الرابعة (فسقاه فبرأ) وأوضح هكذا في رواية مسلم حيث قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إسقه عسلا فسقاه، ثم جاء فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: إسقه عسلا، فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله وكذب بطن أخيك، فسقاه فبرأ. يقال أبرأ من المرض برءا بالفتح فأنا بارىء، وأبرأني من المرض، وغير أهل الحجاز يقولون: برئت، بالكسر برءا بالضم، وقال الجوهري: يقول: برئت منك ومن الديون والعيوب براءة، وبرئت من المرض برءا بالضم، وأهل الحجاز يقولون: برأت من المرض برءا بالفتح، وأصبح فلان بارئا من المرض، وأبرأه الله من المرض، وبرأ الله الخلق برأ أيضا، يعني بالفتح، وبقية الكلام قد مرت عن قريب.
5 ((باب الدواء بألبان الإبل)) أي: هذا باب في بيان الدواء بألبان الإبل في المرض الملائم له.
5685 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سلام بن مسكين حدثنا ثابت عن أنس أن ناسا كان بهم سقم قالوا: يا رسول الله! آونا وأطعمنا، فلما صحوا قالوا: إن المدينة وخمة، فأنزلهم الحرة في ذود له، فقال: اشربوا من ألبانها، فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا ذوده، فبعث في آثارهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت.
قال سلام فبلغني أن الحجاج قال لأنس: حدثني بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بهاذا، فبلغ الحسن فقال: وددت أنه لم يحدثه بهذا.
مطابقته للترجمة في قوله (اشربوا من ألبانها) وسلام بفتح السين المهملة وتشديد اللام بن مسكين الأزدي النمري، وما له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر سيأتي في الأدب، قيل: وقع في اللباس عن موسى بن إسماعيل: حدثنا سلام عن عثمان بن عبد الله، فزعم الكلاباذي أنه سلام بن مسكين، وليس كذلك، بل هو سلام بن أبي مطيع، وثابت ضد الزائل البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون.
وهذا (حديث العرنيين) وقد مر الكلام فيه في كتاب الطهارة في: باب أبوال الإبل والدواب.
قوله: (إن ناسا) زاد بهز في روايته: من أهل الحجاز. قوله: (كان بهم سقم) بفتح السين وضمها مثل حزن وحزن بفتحتين أيضا. قوله: (آونا) بالهمزة الممدودة وكسر الواو، أي: أنزلنا في مأوى وهو المنزل، من آوى يؤوي وثلاثية: أوى يأوي، يقال: أويت إلى المنزل، وآويت غيري، وأويته بالقصر أيضا أنكره بعضهم. وقال الأزهري: هي لغة فصيحة. قوله: (فلما صحوا) فيه حذف تقديره: فآواهم وأطعمهم فلما صحوا قالوا: إن المدينة وخمة، بفتح الواو وكسر
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»