عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢٣٥
الخاء المعجمة أي: غير موافقة لساكنها. قوله (فأنزلهم الحرة) بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء، وهي أرض ذات حجارة سود. قوله: (في ذود) أي: بين ذود، بفتح الذال المعجمة وسكون الواو وبالدال المهملة، وهو من الإبل ما بين ثلاثة إلى عشرة، وذكر ابن سعد: كان عدد الذود خمس عشرة. قوله من ألبانها وتقدم في رواية أبي قلابة من ألبانها وأبوالها. قوله: (فلما صحوا) فيه حذف أيضا تقديره: فخرجوا فشربوا فلما صحوا قتلوا الراعي إلى آخره. قوله: (وسمر أعينهم) كذا بالراء في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني: وسمل، باللام موضع الراء، ومعنى: سمر كحلها بالمسامير المحماة، يقال: سمرت بالتشديد والتخفيف، ومعنى: سمل أعينهم، أي: فقاها بحديدة محماة أو غيرها، وقيل: هو فقؤها بالشوك، وإنما فعل بهم ذلك لأنهم فعلوا بالراعي كذلك، فجازاهم على صنعهم، وقيل: إن هذا كان قبل أن ينزل الحدود، فلما نزلت نهى عن المثلة. قوله: (يكدم الأرض) بضم الدال وكسرها من الكدم وهو العض بأدنى الفم كالحمار، وزاد بهز في روايته: مما يجد من الغم والوجع. قوله: (قال سلام) أي: سلام بن مسكين، هو موصول بالسند المذكور. قوله: (إن الحجاج) هو ابن يوسف الثقفي حاكم العراق المشهور. قوله: (عافية) كذا بالتذكير باعتبار العقاب، وفي رواية بهز: عاقبها، على ظاهر اللفظ. قوله: (فبلغ الحسن) أي: البصري، وإنما قال: وددت، لأن الحجاج كان ظالما يتمسك في الظلم بأدنى شيء، وفي رواية بهز: فوالله ما انتهى الحجاج حتى قام بها على المنبر، فقال: حدثنا أنس فذكره، وقال: قطع النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي والأرجل وسمر الأعين في معصية الله، أفلا نفعل نحو ذلك في معصية الله وساق الإسماعيلي من وجه آخر عن ثابت: حدثني أنس قال: ما ندمت على شيء ما ندمت على حديث حدثت به الحجاج، فذكره.
6 ((باب الدواء بأبوال الإبل)) أي: هذا باب في بيان التداوي بأبوال الإبل.
5686 حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن ناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم، أن يلحقوا براعيه يعني: الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم، فقتلوا الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث في طلبهم فجيء بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم.
قال قتادة: فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.
مطابقته للترجمة في قوله: (وأبو الها) وهمام هو ابن يحيى بن دينار.
والحديث أخرجه مسلم في الحدود عن هدبة.
قوله: (اجتووا في المدينة) كذا هو بإثبات: في، وهي ظرفية أي: حصل لهم الجوى بالجيم وهم في المدينة، ووقع في رواية أبي قلابة عن أنس: اجتووا المدينة، بدون كلمة: في، أي كرهوا الإقامة بها. قال الجوهري: اجتويت البلدة إذا كرهتها، والجوى المرض وداء الجوف إذا تطاول. قوله: (براعيه يعني: الإبل) كذا في الأصل، وفي رواية مسلم من هذا الوجه: أن يلحقوا براعي الإبل. قوله: (حتى صلحت) بفتح اللام، قال الجوهري: يقول: صلح الشيء يصلح صلوحا، وحكى الفراء الضم، وفي رواية الكشميهني: حتى صحت.
قوله: (قال قتادة) هو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (إن ذلك) إشارة إلى قوله: (وسمر أعينهم) ويعكر على قول قتادة عن محمد بن سيرين رواية مسلم من طريق سليمان التيمي، وإنما سملهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم سملوا أعين الرعاة.
7 ((باب الحبة السوداء)) أي: هذا باب في بيان الحبة السوداء، وذكر منافعها، وقد فسرها الزهري بأنها الشونيز، على ما يجيء في آخر الباب قال القرطبي: الشونيز قيده بعض مشايخنا بفتح الشين المعجمة، وقال ابن الأعرابي: الشينيز، كذا تقول العرب، وقال غيره الشونيز، بالضم وهي الحبة الخضراء، والعرب تسمي الأخضر أسود والأسود أخضر.
وقال عبد اللطيف البغدادي المعروف بالمطجن: هو الكمون الأسود، ويسمى: الكمون الهندي، ومن منافعه أنه يجلو ويقطع ويحلل ويشفي من الزكام
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»