عمدة القاري - العيني - ج ٢٠ - الصفحة ٧٩
إلى لفظ الصالح، وأما بقصد الجنس. قوله: (بن علي ولده) في رواية الكشميهني بن علي ولد بلا ضمير، ووقع في رواية مسلم: بن علي يتيم، وفي أخرى بن علي طفل. قوله: (وأرعاه بن علي زوج) أي: أحفظه وأصون لما له بالأمانة فيه والصيانة، له وترك التبذير في الإنفاق. قوله: (في ذات يده) أي: في ماله المضاف إليه.
21 ((باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها)) أي: هذا باب في بيان اتخاد السراري أي: اقتنائها، والسراري، بتشديد الياء وتخفيفها: جمع سرية بضم السين وكسر الراء المشددة ثم الياء آخرالحروف المشددة، وقد تكسر السين، وهو من تسررت من السر، وهو النكاح أو من السرور، فأبدلت إحدى الراآت ياء، وقيل: إن أصلها الياء من الشيء السري النفيس، وفي المغرب: السرية فعلية من السر، الجماع، أو مفعولة من التسر السيادة والأول أشهر، وقد ورد الأمر باقتناء السراري في حديث أبي الدرداء. مرفوعا: عليكم بالسراري. فإنهن مباركات الأرحام. أخرجه الطبراني بإسناد واه قوله: (ومن أعتق جاريته) عطف هذا الحكم بن علي اتخاذ السراري لأنه قد يقع بعد التسري، وقد يقع قبله.
3805 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا صالح الهمداني حدثنا الشعبي، قال: حدثني أبو بردة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران، وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران، وأيما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران.
.
مطابقته للجزء الثاني من الترجمة ظاهرة. وعبد الواحد بن زياد، وصالح بن صالح مسلم الثوري الهمداني، بسكون الميم وبالدال المهملة بالنون: الكوفي، والشعبي عامر بن شراحيل، وأبو بردة، بضم الباء الموحدة وسكون الراء اسمه عامر، يروي عن أبيه أبي موسى الأشعري، واسمه عبد الله بن قيس.
والحديث قد مر في كتاب العلم في: باب تعليم الرجل أمته، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن سلام عن المحاربي عن صالح بن حيان عن عامر الشعبي: حدثني أبو بردة عن أبيه الحديث فإن قلت: هذا صالح بن حيان الذي يروي عن الشعبي في كتاب العلم هو صالح بن صالح الذي في هذا الحديث أم غيره. قلت نعم: هو إياه ولكنه نسبه في كتاب العلم إلى جد أبيه لأنه صالح بن صالح بن مسلم بن حيان، وهنا نسبه إلى أبيه، وليس هو صالح بن حيان القرشي الكوفي الذي يحدث عن أبي وائل بردة ويروي عنه يعلى بن عبيد ومروان بن معاوية. فافهم.
قوله: (وليدة) أي: أمة وأصلها: ما ولد من الإماء في ملك الرجل ثم أطلق بن علي كل أمة، وقد مر الكلام فيه هناك مستقصى.
قال الشعبي: خذها بغير شيء، قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة أي: قال عامر الشعبي لصالح المذكور الذي روي الحديث المذكور عنه، هذا بحسب ظاهر الكلام، وبه جزم الكرماني، والرد عليه في هذا الموضع كالرد عليه في كتاب العلم: بأن الخطاب في قول الشعبي: خذها، لرجل من أهل خراسان فلينظر فيه هناك من يريد تحريره. قوله: (خذها) أي: خذ هذه المسألة أو هذه المقالة. (بغير شيء) يعني: مجانا بدون أخذها منك بن علي جهة الأجرة عليه، وإلا فلا شيء أعظم من الأجر الأخروي الذي هو ثواب التبليغ والتعليم. قوله: (قد كان الرجل) إلى آخره معناه أني أعطيك هذه المسألة بغير شيء، وقد كان الرجل يرحل أي: يسافر دونها أي: فيما دون المسألة إلى المدينة، أي: مدينة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، اللام فيها للعهد، ولفظه في كتاب العلم: قال عامر: أعطيناكها بغير شيء، قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة.
وقال أبو بكر عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها ثم أصدقها
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»