عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٣٠
صلى الله عليه وسلم: زيد الخير، لأنه لم يكن في العرب أكثر من خيله، وقال أبو عبيد: وكان له شعر وخطابة وشجاعة وكرم، توفي لما انصرف من عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالحمى، وقيل: توفي في آخر خلافة عمر، رضي الله تعالى عنه، وقال أبو عمر: زيد الخيل هو زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب الطائي، قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم سنة تسع، وسماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم: زيد الخير، وأقطع له أرضين في ناحيته، يكنى أبا منذر. وفي كتاب أبي الفرج: توفي بماء الحرم يقال له فردة، وقيل: لما دخل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم طرح له متكأ فأعظم أن يتكيء عليه بين يدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فرده فأعاده ثلاثا، وعلمه دعوات كان يدعو بها فيعرف بها الإجابة ويستسقي فيسقى، وقال: يا رسول الله! أعطني مائة فارس أغزو بهم على الروم، فلم يلبث بعد انصرافه إلا قليلا حتى حم ومات، وكان في الجاهلية أسر عامر بن الطفيل وجز ناصيته ثم أعتقه، وقال ابن دريد: وكان لا يدخل مكة إلا معتما من خيفة النساء عليه. قوله: (ثم أحد بني نبهان) بفتح النون وسكون الباء الموحدة، ونبهان هو ابن أسودان بن عمرو ابن الغوث بن طي، قال الرشاطي: من بني نبهان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد أحنا بن محيلس بن ثوب بن مالك بن نابل بن أسودان بن نبهان، كان من أجمل الناس وأتمهم، ولما قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال له: من أنت؟ قال: أنا زيد الخيل. قال: أنت زيد الخير. قوله: (وعلقمة بن علاثة)، بضم العين المهملة وتخفيف اللام وبالثاء المثلثة ابن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، كان من أشراف قومه حليما عاقلا، ولم يكن فيه ذلك الكرم، وارتد لما رجع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى الطائف ثم أسلم أيام الصديق، رضي الله تعالى عنه، وحسن إسلامه، واستعمله عمر، رضي الله تعالى عنه، على حوران فمات بها. قوله: (العامري): نسبة إلى عامر بن صعصعة بن مالك بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان. قوله: (ثم أحد بني كلاب) هذا هو المذكور الآن: هو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن... إلى آخر ما ذكرناه. قوله: (فغضبت قريش والأنصار)، وليس في رواية مسلم: والأنصار. قوله: (صناديد)، أريد بهم الرؤساء وهو جمع صنديد بكسر الصاد قوله ويدعنا بالياء آخر الحرف وكذلك في قوله يعطي بالياء وفي رواية مسلم: أتعطي صناديد نجد وتدعنا؟ بتاء الخطاب في الموضعين، والهمزة في: أتعطي، للاستفهام على سبيل الإنكار، ومعنى: تدعنا: تتركنا، والنجد بفتح النون وسكون الجيم: وهو ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب فالطائف من نجد، والمدينة من نجد وأرض اليمامة والبحرين إلى عمان إلى العروض، وقال ابن دريد: نجد بلد للعرب، وإنما سمي نجدا لعلوه عن انخفاض تهامة قوله: (إنم أتألفهم) من التألف وهو المداراة والإيناس ليثبتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال. قوله: (فأقبل رجل)، وفي رواية مسلم: فجاء رجل، هذا الرجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة، واسمه: حرقوص بن زهير، قيل: ولقبه ذو الثدية، وقال ابن الأثير في كتاب (الأذواء): ذو الثدية أحد الخوارج الذين قتلهم علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه بحروراء من جانب الكوفة، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: وآية ذلك أن فيهم رجلا أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة يدرد، أو يقال له: ذو الثدي أيضا. وذو الثدية، وهو حبشي واسمه: نافع. قوله: (غائر العينين) أي: غارت عيناه فدخلتا، وهو ضد الجاحظ، وقال الكرماني: غائر العينين أي: داخلتين في الرأس لاصقتين بقعر الحدقة. قوله: (مشرف الوجنتين)، أي: غليظهما، ويقال: أي: ليس بسهل الخد وقد أشرفت وجنتاه أي علتا، وأصله من الشرف، وهو العلو والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين، وقيل: لحم الجلد، وكل واحدة وجنة، فإا عظمتا فهو موجن والوجنة مثلثة الواو حكاها يعقوب، وبالألف بدل الواو، فهذه أربع لغات وقال ابن جني: أرى الرابعة على البدل، وفي الجيم لغتان فتحها وكسرها حكاهما في (البارع) عن كراع، والإسكان هو الشائع فصار ثلاث لغات في الجيم، وقال ثابت: هما فوق الخدين إذا وضعت يدك وجدت حجم العظم تحتها، وحجمه نتؤه، وقال أبو حاتم: هو ما نتىء من لحم الخدين بين الصدغين وكنفي الأنف. قوله: (ناتىء الجبين)، أي: مرتفعه، وقيل: مرتفع على ما حوله. وقال النووي: الجبين جانب الجبهة ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة. قوله: (كث اللحية)، يعني: كثير شعرها غير مسبلة، والكث بفتح الكاف، وقال ابن الأثير: الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة وفيها كثافة، يقال: رجل كث
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»