عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٤١
وقوله * (إن إبراهيم كان أمة قانتا) * (النحل: 021). وقوله * (إن إبراهيم لأواه حليم) * (التوبة: 411).
وقوله، عطف على المجرور في: باب قول الله تعالى، الأواه، على وزن: فعال، للمبالغة فيمن يقول أوه، وهو المتأوه المتضرع، وقيل: هو الكثير البكاء، وقيل: هو الكثير الدعاء. وفي الحديث: (اللهم إجعلني لك مخبتا أواها منيبا) وعن مجاهد: الأواه المنيب: الفقير الموفق، وعن الشعبي: الأواه المسبح، وعن كعب الأحبار: كان إذا ذكر النار قال: أواه من عذاب الله تعالى.
وقال أبو ميسرة الرحيم بلسان الحبشة أبو ميسرة ضد الميمنة واسمه: عمرو بن شرحبيل الهمداني الوادعي الكوفي، سمع ابن مسعود، وعنه أبو وائل شقيق بن سلمة، مات قبل أبي جحيفة في ولاية عبيد الله بن زياد، وهذا الأثر المعلق وصله وكيع في تفسيره من طريق أبي إسحاق عنه.
9433 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال حدثني سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ * (ك بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) * (الأنبياء: 401). وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) * إلى قوله * (الحكيم) * (المائدة: 711)..
مطابقته للترجمة في قوله: وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، وسفيان هو الثوري، والمغيرة بن النعمان النخعي الكوفي.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن أبي الوليد وسليمان بن حرب فرقهما، وفي الرقاق عن بندار عن غندر، وفي أحاديث الأنبياء عن محمد بن يوسف. وفيه أيضا عن محمد بن كثير. وأخرجه مسلم في صفة القيامة عن أبي موسى وبندار وعن أبي بكر بن أبي شيبة وعن عبيد الله بن معاذ. وأخرجه الترمذي في الزهد عن أبي موسى وبندار به وعن محمود بن غيلان وفي التفسير عن محمود بن غيلان أيضا. وأخرجه النسائي في الجنائز عن محمود بن غيلان وعن محمد بن المثنى وفي التفسير عن سليمان بن عبيد الله.
ذكر معناه: قوله: (إنكم محشورون)، جمع محشور من الحشر، وهو الجمع، وفي رواية مسلم: إنكم تحشرون، بتاء المضارعة على صيغة المجهول. قوله: (حفاة)، جمع حاف، وهو خلاف الناعل، كقضاة جمع قاض من حفي يحفى حفية وحفاية، وأما من حفي من كثرة المشي إذا رقت قدمه فهو حفء من: الحفاء، مقصور. قوله: (عراة) جمع عار من الثياب. قوله: (غرلا)، بضم الغين جمع: أغرل، وهو الأقلف، وهو الذي لم يختن، وبقيت معه غرلته، وهي قلفته، وهي الجلدة التي لم تقطع في الختان. قال الأزهري وغيره: هو الأغرل، والأرغل والأغلف، بالغين المعجمة في الثلاثة، والأقلف والأعرم بالعين المهملة وجمعه: غرل ورغل وغلف وقلف وعرم، والغرلة: ما يقطع من ذكر الصبي وهو القلفة وبطولها يعرف نجابة الصبي. وقال أبو هلال العسكري: لا تلتقي الراء مع اللام في العربية إلا في أربع كلمات: أرل اسم جبل، وورل اسم دابة، وجرل هو اسم للحجارة، والغرلة. وقال صاحب (التوضيح): أهمل أربع كلمات أخرى: برل الديك، وهو الريش الذي يستدير بعنقه. وعيش أغرل: أي واسع، ورجل غرل: مسترخي الخلق والهرل: ولد... قاله القالي: قلت: لغة العرب واسعة واستقصاء هذه المادة متعسر، والورل، بفتحتين: دابة مثل الضب، والجمع ورلان، والجرل، بفتح الجيم وفتح الراء وكذلك الجرول والواو للإلحاق بجعفر، وبرل الديك، بضم الباء
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»