عمدة القاري - العيني - ج ١٣ - الصفحة ١٣٧
لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلاى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلاى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (وكان المسلمون قد علموا..) إلى قوله: (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيت عائشة، رضي الله تعالى عنها).
ذكر رجاله وهم ستة: الأول: إسماعيل بن أبي أويس. الثاني: أخوه، هو أبو بكر عبد الحميد ابن أبي أويس، مر في العلم. الثالث: سليمان بن بلال، مر في الإيمان. الرابع: هشام بن عروة. الخامس: عروة بن الزبير بن العوام. السادس: أم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: العنعنة في أربعة مواضع. وفيه: القول في موضع واحد. وفيه: أن رواته كلهم مدنيون. وفيه: رواية الأخ عن الأخ. وفيه: رواية الابن عن الأب وقد تابع البخاري في السند المذكور حميد بن زنجويه في رواية أبي نعيم، وإسماعيل القاضي في رواية أبي عوانة فروياه عن إسماعيل كما قال، وخالفهم محمد بن يحيى الذهلي فرواه إسماعيل: حدثني سليمان، فحذف الواسطة بين إسماعيل وسليمان، وهو أخو إسماعيل: عبد الحميد.
ذكر معناه: قوله: (حزبين)، تثنية حزب، وهو الطائفة ويجمع على أحزاب. قوله: (عائشة)، هي بنت أبي بكر الصديق، (وحفصة) هي بنت عمر بن الخطاب، (وصفية) بنت حيي الخيبرية. (وسودة) بنت زمعة العامرية. قوله: (أم سلمة)، هي بنت أبي أمية. قوله: (وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: وبقية نسائه، صلى الله عليه وسلم، وهي الأربع: زينب بنت جحش الأسدية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية. قوله: (يكلم الناس)، يجوز بالجزم وبالرفع. قوله: (فيقول)، تفسير لقوله: يكلم. قوله: (فليهدها إليه)، وفي رواية الكشميهني: فليهد، بلا ضمير. قوله: (بما قلن)، أي: بالذي قلنه. قوله: (حين دار إليها)، أي: إلى عائشة أراد يوم كونه، صلى الله عليه وسلم، في نوبة عائشة في بيتها. قوله: (فكلمته)، أي: فكلمت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تؤذيني في عائشة)، كلمة: في، ههنا للتعليل، كما في قوله تعالى: * (فذلكن الذي لمتنني فيه) * (يوسف: 23). وفي الحديث: أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها. قوله: (قالت: فقالت)، أي: قالت عائشة فقالت أم سلمة: أتوب إلى الله. قوله: (ثم إنهن) أي: إن نساء النبي اللاتي هن الحزب الآخر. قوله: (دعون)، أي: طلبن فاطمة، رضي الله تعالى عنها، وفي رواية الكشميهني: دعين قوله: (تقول)، أي: فاطمة تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن نساءك ينشدنك الله العدل) أي: يسألنك بالله العدل، ومعناه: التسوية بينهن في كل شيء من المحبة وغيرها، هكذا قاله بعضهم، ولكن المعنى التسوية بينهن في المحبة المتعلقة بالقلب، لأنه كان يسوي بينهن في الأفعال المقدورة. وأجمعوا على أن محبتهن
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»