عمدة القاري - العيني - ج ١١ - الصفحة ١١٥
عز وجل. وأخرج أيضا من حديث أبي المليح الهذلي عن نبيشة الهذلي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وأخرجه مسلم وأخرج أيضا من حديث عمرو بن دينار أن نافع بن جبير أخبره عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر: وقد سماه نافع فنسيته: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لرجل من بني غفار، ويقال له: بشر بن سحيم: قم فأذن في الناس، إنها أيام أكل وشرب، في أيام منى. وأخرجه النسائي وابن ماجة.
وأخرجه أيضا من حديث يزيد الرقاشي (عن أنس بن مالك، قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر). وأخرجه أبو يعلى في (مسنده) من حديث يزيد الرقاشي (عن أنس: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عن صوم خمسة أيام من السنة، يوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق). وهذه حجة قوية لأصحابنا في حرمة الصوم في الأيام الخمسة.
وأخرج أيضا من حديث عبد الرحمن بن جبير (عن معمر بن عبد الله العدوي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أؤذن في أيام التشريق بمنى: لا يصومن أحد فإنها أيام أكل وشرب)، وأخرجه أبو القاسم البغوي في (معجم الصحابة) وأخرج أيضا من حديث سليمان بن يسار، وقبيصة بن ذؤيب يحدثان عن أم الفضل، امرأة عباس بن عبد المطلب، قالت: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بمنى أيام التشريق، فسمعت مناديا يقول: إن هذه الأيام أيام طعم وشرب، وذكر لله، قالت: فأرسلت رسولا من الرجل ومن أمره، فجاءني الرسول فحدثني أنه رجل يقال له حذافة، يقول: أمرني بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم).
وأخرج أيضا عمر بن خلدة الزرقي عن أمه قالت: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في أوسط أيام التشريق، فنادى في الناس: لا تصوموا في هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وبعال). وأخرجه ابن أبي شيبة في (مسنده). وأخرج أيضا من حديث مسعود بن الحكم الزرقي قال: (حدثتني أمي قالت: لكأني أنظر إلى علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، على بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء. حين قام إلى شعب الأنصار. وهو يقول: يا معشر المسلمين! إنها ليست بأيام صوم، إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل). وأخرجه النسائي أيضا. وأخرج أيضا من حديث مخرمة بن بكير عن أبيه قال: سمعت سليمان بن يسار يزعم أنه سمع ابن الحكم الزرقي يقول: حدثنا أبي أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعوا راكبا وهو يصرخ: لا يصومن أحد، فإنها أيام أكل وشرب). وابن الحكم: هو مسعود بن الحكم، وأبوه الحكم الزرقي ذكره ابن الأثير في الصحاب. وأخرج أيضا من حديث يحيى بن سعيد أنه سمع يوسف بن مسعود بن الحكم الزرقي يقول: حدثتني جدتي فذكر نحوه، وجدته حبيبة بنت شريق.
وأخرج أيضا من حديث مسعود بن الحكم الأنصاري عن رجل من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن حذافة أن يركب راحلته أيام منى فيصيح في الناس: (ألا لا يصومن أحد، فإنها أيام أكل وشرب، قال: فلقد رأيته على راحلته ينادي بذلك). وأخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف وفي آخره: (ألا إن هذه أيام عيد وأكل وشرب، وذكر، فلا يصومن إلا محصر أو متمتع لم يجد هديا، ولم يصم في أيام الحج المتتابعة فليصمهن)، فهذا الطحاوي أخرج أحاديث النهي عن الصوم في أيام التشريق عن ستة عشر نفسا من الصحابة، وهذا هو الإمام الجهبذ صاحب اليد الطولى في هذا الفن.
وفي الباب حديث أم عمرو بن سليم عند أحمد، وعقبة ابن عامر عند الترمذي، وحمزة بن عمرو الأسلمي عند الطبراني، وكعب بن مالك عند أحمد ومسلم، وعبد الله بن عمر وعند النسائي، وعمرو بن العاص عند أبي داود، وبديل بن ورقاء عند الطبراني، وزيد بن خالد عند أبي يعلى الموصلي، ولفظه: (ألا إن هذه الأيام أيام أكل وشرب ونكاح)، وجابر عند (...) ثم قال الطحاوي: فلما ثبت بهذه الآثار عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، النهي عن صيام أيام التشريق، وكان نهيه عن ذلك بمنى، والحجاج مقيمون بها، وفيهم المتمتعون والقارنون، ولم يستثن منهم متمتعا ولا قارنا، دخل المتمتعون والقارنون في ذلك، ثم أجاب عن حديثهم، وهو حديث عبد الله بن عمران، في إسناده يحيى بن سلام، أنه حديث منكر لا يثبته أهل العلم بالرواية لضعف يحيى بن سلام، وابن أبي ليلى وفساد حفظهما، والدارقطني أيضا ضعف يحيى بن سلام، وابن أبي ليلى فيه مقال، وكان يحيى بن سعيد يضعفه، وعن أحمد: كان سئ الحفظ مضطرب الحديث، وعن أبي حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به فإن قلت: ابن أبي ليلى هو عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»