عمدة القاري - العيني - ج ٩ - الصفحة ٣٩
خضرة حلوة فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون شهيدا عليه يوم القيامة.
مطابقته للترجمة في قوله: (واليتيم)، وذكر وجه تخصيصه بالذكر.
ذكر رجاله: وهم: ستة: الأول: معاذ، بضم الميم ابن فضالة بفتح الفاء وتخفيف الضاد المعجمة، مر في باب من اتخذ ثياب الحيض. الثاني: هشام الدستوائي. الثالث: يحيى بن أبي كثير. الرابع: هلال بن أبي ميمونة، ويقال: هلال بن أبي هلال وهو هلال بن علي، ويقال: ابن أسامة الفهري، ومن قال: هلال بن أبي ميمونة ينسبه إلى جد أبيه، وقد ذكر في أول كتاب العلم. الخامس: عطاء بن يسار ضد اليمين، وقد مر في: باب كفران العشير، السادس: أبو سعيد الخدري.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: السماع. وفيه: أن شيخه من أفراده وأنه بصري وهشام أهوازي ويحيى طائي يمامي وهلال مدني، وكذا عطاء. وفيه: اثنان مذكوران بلا نسبة. وفيه: من ينسب إلى جد أبيه وهو: هلال.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في الجهاد: عن محمد بن سنان، وفي الرقاق عن إسماعيل بن عبد الله وأخرجه مسلم في الزكاة عن أبي الطاهر بن السرح وعن علي بن حجر، وأخرجه النسائي عن زياد بن أيوب.
ذكر معناه: قوله: (ذات يوم)، معناه: جلس قطعة من الزمان، فيكون: ذات يوم، صفة للقطعة المقدرة ولم تتصرف لأن إضافتها من قبيل إضافة المسمى إلى الاسم ، وليس له تمكن في الظرفية الزمانية لأنه ليس من أسماء الزمان. قوله: (إن مما أخاف)، كلمة ما يجوز أن تكون موصولة والتقدير أن من الذي أخاف ويجوز أن تكون مصدرية فالتقدير أن من خوفي عليكم وقوله: (ما يفتح عليكم) في محل النصب لأنه اسم: إن (ومما أخاف) مقدما خبره، وكلمة: ما، في: ما يفتح، تحتمل الوجهين أيضا. قوله: (من زهرة الدنيا) أي: من حسنها وبهجتها، مأخوذة من زهرة الأشجار، وهو ما يصغر من أنوارها، وقال ابن الأعرابي: هو الأبيض منها. وقال أبو حنيفة: الزهر والنور سواء، وفي (مجمع الغرائب): هو ما يزهر منها من أنواع المتاع والعين والثياب والزروع وغيرها تغر الخلق بحسنها مع قلة بقائها. وفي (المحكم): زهر الدنيا وزهرتها يعني، بتسكين الهاء وفتحها. وفي (الجامع): وزهرها. قوله: (أو يأتي الخير بالشر؟) الهمزة للاستفهام، والواو للعطف على مقدر بعد الهمزة، وقال الطيبي: الاستفهام فيه استرشاد منهم، ومن ثمة حمد، صلى الله عليه وسلم، السائل، والباء في: بالشر، صلة يأتي بمعنى: هل يستجلب الخير الشر؟ وجوابه صلى الله عليه وسلم: لا يأتي الخير بالشر، لكن قد يكون سببا له ومؤديا إليه كما يأتي في التمثيل. وفي (التلويح): هذا سؤال مستبعد لما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بركة، وسماه الله تعالى خيرا بقوله: * (وإنه لحب الخير لشديد) * (العاديات: 8). فأجيب بأن هذا الخير قد يعرض له ما يجعله شرا إذا أسرف فيه ومنع من حقه، ولذلك قال: (أو خير هو؟) بهمزة الاستفهام وواو العطف الواقعة بعدها المفتوحة على الرواية الصحيحة، منكرا على من توهم أنه لا يحصل منه شر أصلا، لا بالذات ولا بالعرض، وقال التيمي: أتصير النعمة عقوبة؟ أي: إن زهرة الدنيا نعمة من الله على الخلق أتعود هذه النعمة وبالا عليهم؟ قوله: (فسكت، صلى الله عليه وسلم)، يعني انتظارا للوحي، فلام القوم هذاالسائل، وقالوا له: ما شأنك تكلم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا يكلمك؟ قوله: (فرأينا) من الرؤية، وفي رواية الكشميهني: فأرينا، بضم الهمزة وكسر الراء، ويروى: فرأينا، بضم الراء، أي: ظننا، وكل ما جاء من هذا اللفظ بمعنى رؤية العين فهو مفتوح الأول، وما كان من الظن والحسبان فهو أري وأريت، بضم الهمزة. قوله: (إنه ينزل عليه) على صيغة المجهول يعني: الوحي. قوله: (فمسح عنه الرحضاء)، بضم الراء وفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة: هو عرق يغسل الجلد لكثرته، وكثيرا ما يستعمل في عرق الحمى والمرضى. وقال الأصمعي: الرحضاء: العرق حتى كأنه رحض جسده من العرق، أي: غسل. ووزنه: فعلاء، بضم الفاء وفتح العين، وجاءت أمثلة على هذا الوزن منها: العدواء: الشغل، والعرواء: الرعدة، والخيلاء من الاختيال والتكبر، والصعداء، من قولهم: هو يتنفس الصعداء، من غم أي: يصاعد نفسه. قوله: (وكأنه حمده) أي: وكأن النبي، صلى الله عليه وسلم، حمد السائل وكان الناس ظنوا أنه، صلى الله
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»