عمدة القاري - العيني - ج ٧ - الصفحة ٦٨
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالصلاة، قال أبو بكر بن العربي: ذكر ستة أشياء عامة وخاصة، اذكروا الله ادعوا كبروا صلوا تصدقوا أعتقوا، أما ذكر الله ففي (الصحيحين) من حديث ابن عباس: (فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله)، وأما التكبير ففي حديث عائشة في (الصحيح) (فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله عز وجل وكبروا). وأما الصلاة ففي الحديث المذكور، وأما الصدقة ففي حديث عائشة المذكور. وفيه: (وتصدقوا)، وأماالعتق ففي البخاري من حديث أسماء بنت أبي بكر، رضي الله تعالى عنهما، قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في صلاة الكسوف. وقوله: (صلوا) مجمل وبينه صلى الله عليه وسلم بفعله في الأحاديث المذكورة.
2401 حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني عمر و عن عبد الرحمان بن القاسم حدثه عن أبيه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولاكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا.
(الحديث 2401 طرفه في: 1023).
مطابقته للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله: وهم ستة: الأول: أصبغ، بفتح الهمزة: ابن الفرج أبو عبد الله المصري. الثاني: عبد الله ابن وهب المصري. الثالث: عمرو بن الحارث المصري. الرابع: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنهم. الخامس: أبوه القاسم. السادس: عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهما.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع. وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: الإخبار بصيغة الإفراد في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في أربعة مواضع. وفيه: القول في موضعين. وفيه: من الرواة الثلاثة الأول مصريون والبقية مدنيون.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في بدء الخلق عن يحيى بن سليمان. وأخرجه مسلم في الصلاة عن هارون بن سعيد الأيلي. وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن سلمة.
ذكر معناه: قوله: (لا يخسفان)، بفتح أوله ويجوز الضم، وحكى ابن الصلاح منعه ولم يبين وجه المنع. قوله: (ولا لحياته) أي: ولا يخسفان لحياة أحد. فإن قلت: الحديث ورد في حق من ظن أن ذلك لموت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى ابن خزيمة والبزار من طريق نافع (عن ابن عمر قال: خسفت الشمس يوم مات إبراهيم)، الحديث فإذا كان السياق إنما هو في موت إبراهيم فما فائدة قوله: (ولا لحياته) إذا لم يقل أحد بأن الانكساف لحياة أحد؟ قلت: فائدته دفع توهم من يقول: لا يلزم من نفي كونه سببا للفقدان أن لا يكون سببا للإيجاد، فعمم الشارع النفي أي ليس سببه لا الموت ولا الحياة، بل سببه قدرة الله تعالى.
3401 حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان بن معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله عز وجل.
(3401 طرفان في: 0601، 9916).
مطابقته للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو جعفر البخاري المعروف بالمسندي. الثاني: هاشم بن القاسم أبو النضر الليثي الكناني، خراساني سكن بغداد وتوفي بها غرة ذي القعدة سنة سبع ومائتين. الثالث: شيبان بن معاوية النحوي، مر في كتاب العلم. الرابع: زياد، بكسر الزاي وتخفيف الياء آخر الحروف: ابن علاقة، بكسر العين المهملة وتخفيف اللام وبالقاف، مر في آخر كتاب الإيمان. الخامس: المغيرة بن شعبة.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: القول في ثلاثة مواضع. وفيه: أن شيخ البخاري من أفراده. وفيه: أن أحد رواته بخاري ويلقب بالمسندي لأنه كان وقت الطلب يتتبع الأحاديث المسندة ولا يرغب في المقاطيع والمراسيل. والثاني: خراساني بغدادي، والثالث بصري كوفي، والرابع كوفي.
ذكر تعدد
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»