عمدة القاري - العيني - ج ٦ - الصفحة ٣٠٠
لطائف إسناده: وفيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: الإخبار بصيغة الجمع في موضع وبصيغة الإفراد في موضعين. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: القول في تسعة مواضع. وفيه: إن شيخه من أفراده وأن نسبته إلى جده وهو رواية الأصيلي فإنه روى عنه في كتابه في مواضع، فمرة يقول: حدثنا إسحاق بن نصر فينسبه إلى جده، ومرة يقول: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، فينسبه إلى أبيه. وفيه: أن شيخه بخاري سكن المدينة والثاني يماني والثالث والرابع مكيان والسادس كذلك والسابع يماني.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن محمد بن عبد الرحيم. وأخرجه مسلم في الصلاة عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق به، ولم يذكر حديث عطاء عن جابر، وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد. وأخرجه ابن ماجة فيه عن أبي بكر بن خلاد.
ذكر معناه: قوله: (فلما فرغ) أي: عن الخطبة، نزل قيل: فيه إشعار أنه كان يخطب على مكان مرتفع، لأن النزول يدل على ذلك. (واعترض عليه) بأن تقدم في: باب الخروج إلى المصلى، أنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب في المصلى على الأرض. وأجيب: بأن الراوي لعله ضمن النزول معنى الانتقال قلت: يحتمل تعدد القضية. قوله: (وهو يتوكأ) الواو فيه للحال، وكذلك: الواو في: (وبلال). قوله: (تلقي) بضم التاء من الإقاء، والنساء بالرفع فاعله. قوله: (قلت لعطاء) القائل هو ابن جريج، وهو موصول بالإسناد الأول. قوله: (زكاة يوم الفطر)، كلام إضافي مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف مع تقدير الاستفهام أي: أهي زكاة يوم الفطر؟ وأطلق على صدقة الفطر اسم: الزكاة، فدل أنها واجبة. قوله: (ولكن صدقة) أي: ولكن هي صدقة، فارتفاعها على أنها خبر مبتدأ محذوف. قوله: (تلقي)، بضم التاء المثناة من فوق من الإلقاء أي: تلقي النساء، والنساء، وإن كان جمعا للمرأة من غير لفظه، ولكنه مفرد لفظا. قوله: (فتخها)، بالنصب مفعول: تلقي، الفتخ، بفتح الفاء والتاء المثناة من فوق والخاء المعجمة: جمع فتخة، وهو خواتم بلا فصوص كأنها حلق، وسيأتي تفسيره عن قريب. قوله: (يلقين)، من الإلقاء أيضا وإنما كرر ليفيد العموم. وقال بعضهم: المعنى تلقي الواحدة وكذلك الباقيات. قلت: التركيب لا يقتضي هذا على ما لا يخفى، ومفعول: (يلقين)، محذوف وهو: كل نوع من أنواع حليهن. قوله: (قلت لعطاء) القائل هو ابن جريج أيضا والمسؤول عطاء. قوله: (أترى حقا على الإمام ذلك؟) الهمزة فيه للاستفهام، و: حقا، منصوب على أنه مفعول: ترى، وذلك إشارة إلى ما ذكر من الوعظ للنساء والأمر إياهن بالصدقة، والظاهر أن عطاء يرى وجوب ذلك، ولهذا قال عياض: لم يقل بذلك غيره، والنووي وغيره حملوه على الاستحباب.
قوله: (قال ابن جريج: وأخبرني حسن بن مسلم) معطوف على الإسناد الأول، وقد أخرج مسلم هذا الحديث ولكنه قدم الثاني على الأول، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء (عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس، فلما فرغ نبي الله، صلى الله عليه وسلم، نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه، يلقين النساء صدقة. قلت لعطاء: زكاة الفطر؟ قال: لا ولكن صدقة يتصدقن بها حينئذ، تلقي المرأة فتخها ويلقين. قلت لعطاء: أحقا على الإمام الآن إن يأتي النساء حين يفرغ فيذكرهن؟ قال: أي لعمري إن ذلك لحق عليهم، وما لهم لا يفعلون ذلك؟ قوله: (ثم يخطب بعد) لفظ: (يخطب) على صيغة المجهول. قال الكرماني: معناه: ثم يخطب كل واحد، فعلى تفسيره هو على صيغة المعلوم، وبعد مبني على الضم أي: بعد إن يصلوا. قوله: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم)، كذا وقع بدون حرف العطف. قيل: قد حذف منه حرف العطف وأصله: وخرج. قلت: لا يحتاج إلى ذلك، لأن هذا ابتداء كلام من ابن عباس. قوله: (حين يجلس بيده)، بتشديد اللام المكسورة من: التجليس، ومفعوله محذوف أي: حين يجلس الناس بيده، وتفسره رواية مسلم قال: (فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده). وذلك لأنهم أرادوا الانصراف فأمرهم بالجلوس حتى يفرغ من حاجته ثم ينصرفوا جميعا، أو، أنهم: أرادوا أن يتبعوه فمنعهم وأمرهم بالجلوس. قوله: (يشقهم)، أي: يشق صفوف الرجال الجالسين. قوله: (معه بلال) جملة حالية وقعت بلا واو قوله: (فقال: * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات) *) (الممتحنة: 12). أي: قال النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: تلا هذه الآية. وفي صحيح مسلم: (فتلا هذه الآية حتى فرغ) منها، وهذه الآية الكريمة في سورة الممتحنة: * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) * (الممتحنة: 1). ثم الآية المذكورة
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»