فان مدار الطريقين على أبى نضرة والعبارة فيهما عن أبي سعيد الخدري بلفظ واحد وكان ينبغي تركه في الأولى قوله (ان لهم عيالا وحشما وخدما) قال أهل اللغة الحشم بفتح الحاء والشين هم اللائذون بالانسان يخدمونه ويقومون بأموره وقال الجواهري هم خدم الرجل ومن يغضب له سموا بذلك لأنهم يغضبون له والحشمة الغضب ويطلق على الاستحياء أيضا ومنه قولهم فلان لا يحتشم أي لا يستحى يقال حشمته إذا أعضبته وإذا أخجلته فاستحى الخجلة وكأن الحشم أعم من الخدم فلهذا جمع بينهما في الحديث وهو من باب ذكر الخاص بعد العام والله أعلم قوله صلى الله أعلم (ان ذلك عام كان الناس فيه يجهد فأردت أن يفشو فيهم) هكذا هو في جميع نسخ مسلم يفشو بالفاء والشين أي يشيع لحم الأضاحي في الناس وينتفع به المحتاجون ووقع في البخاري يعينوا بالعين من الإعانة قال القاضي في شرح مسلم الذي في مسلم أشبه وقال في المشارق كلاهما صحيح والذي في البخاري أوجه والله أعلم والجهد هنا بفتح الجيم وهو المشقة والفاقة قوله (عن ثوبان قال ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١٣٣)